ما زالت موسيقى سيد درويش (1892 - 1923) تمثّل معيناً للموسيقى العربية الراهنة، إذ لم يمرّ جيل بعد رحيل "فنان الشعب" إلا وقد حاول استعادة تراثه، بداية من محمد عبد الوهاب وصولاً إلى حفيده إيمان البحر درويش.
تمثّل فرقة "تراث سيد درويش" إحدى المجموعات الموسيقية التي تكرّس نشاطها للتعامل المعاصر مع التركة الموسيقية لصاحب نشيد "بلادي بلادي". وهي فرقة يقودها حفيد آخر للموسيقار المصري هو محمد البحر.
تقيم "تراث سيّد درويش" الليلة في مسرح "ساقية الصاوي" في القاهرة، على الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، حفلاً تستعيد فيه أغاني الموسيقار الراحل، مُركّزة في برنامج السهرة على قراءات موسيقية جديدة لموشّحات سيد درويش، بإدخال آلة الأرغن الغربية عليها.
تنطلق هذه الرؤية التي تشتغل عليها الفرقة منذ مدّة، من اعتبار أن الموشحات جزء منسي من تراث سيد درويش، في مقابل أغنياته المعروفة بصوته والأعمال الموجّهة للمسرح الغنائي، حتى أن بعض موشحاته لا تُنسب إليه، بل تُعتبر من التراث القادم من الأندلس مثل "طف يا دُرّي" أو "يا شادي الألحان" أو "يا غصين البان".
تنتمي الفرقة إلى "جمعية أصدقاء موسيقى سيّد درويش"، وهي تهدف إلى إنشاء قاعدة ميدانية موسّعة لمن يجتمعون على أهداف حماية أو إعادة تنفيذ تراثه، سواء من خلال تبنّي الأصوات وتدريبها على الأداء ضمن فرق متخصّصة، أو توثيق أنشطة التجمّعات الفنّية الصغيرة التي تتكوّن من محبّين لـ"فنان الشعب"، والتي بدأت تنتشر اليوم بكثرة بين الشباب.