"نحنا والقمر جيران".. مهرجان على درجٍ بيروتي

20 اغسطس 2015
من عروض دورة 2012
+ الخط -

تحتلّ الأدراج في ذاكرة المدن وحاضرها مكانةً خاصّة. فهي الجسر الذي يصل منطقتين ببعضهما، وهي التي تضمّ على جنباتها بيوتاً ومحلّات. كما أنّها ملجأ يجلس إليه من أنهكه المشي، ولها أيضاً أن تكون منصّة تُقدّم عليها فنونٌ مختلفة؛ من رقص ومسرح وموسيقى وغيرها.

هذا ما انتبهت إليه "مجموعة كهربا"، التي اتّخذت من "درج فاندوم" في منطقة "مار مخايل" البيروتية منصّةً للدورة الرابعة من مهرجانها "نحنا والقمر جيران"، التي تنطلق يوم 28 آب/ أغسطس الجاري، وتتواصل على مدار ثلاثة أيام.

وفق القائمين عليه، يحاول المهرجان "خلق نمط تفاعلي من الفعاليات الثقافية التي تبني رابطاً تشاركيّاً طويل الأمد مع الأفراد؛ حيث يتحوّل كل فرد إلى كيان فاعل في محيطه".

عموماً، هذا ما تسعى إليه معظم المجموعات التي تُنظّم مهرجانات تتعلّق بفنون الشارع. أي تحويل الفن من فعل فردي انعزالي، أو محصور في أماكن مغلقة، من منتديات ثقافية وغاليريات فنية، إلى عمل تبادلي يُشارك المتلقّي في إنتاجه والتعليق عليه بشكل مباشر.

هذا ما يمكن أن نلمسه في برنامج "نحنا والقمر الجيران"، الذي يضمّ أكثر من 20 عرضاً متنوّعاً، يقدّمها الفنّانون المشاركون مجّاناً، تاركين المجال مفتوحاً لكلّ من يود الحضور.

ينطلق المهرجان بعرض مسرحي بعنوان "بيت بلدي: حكايات مدن بلا حيطان"، من نص وإخراج وتمثيل يارا أبو نصّار، وتأليف موسيقي لباد كونكا. يتحدّث العمل عن رحلة امرأةٍ خرجت من بيروت، وزارت مدناً كثيرة لا تعرفها، لكلّ واحدة منها حكايتها.

كما سيكون هناك تجهيزٌ فنيّ لجوزيف قاعي وكارين كيروز، مستوحى من بيروت نفسها، يصوّر المشاهد المتناقضة في معمار المدينة. إلى جانب مشاركته في هذا التجهيز، سيشارك قاعي عازفة الكمان هرميني نوربتليان في فاصل موسيقيّ على آلة البيانو.

من عروض المهرجان أيضاً، "باخ"، الذي يجمع الراقصَين الإسبانيَين ماريا مونيوث وباب راميس، على موسيقى باخ. كما ستُعرض ثلاثة أفلام وثائقية تدور كلّها حول موضوع أطفال العمّال المهاجرين، الأول بعنوان "الأطفال النازحون إلى لبنان"، والثاني "بيت الأمل" أما الثالث "السّجن: قصّة شاب".

يُشار إلى أن "مجموعة كهربا" هي جمعية ثقافية مستقلّة، تُعنى بفنون العرض والشارع، تأسّست عام 2010 على يد مجموعة من الفنانين والتقنيين.

المساهمون