كوابيس ريفكين

27 يونيو 2015
تياغو هويزل / البرازيل
+ الخط -

من يقرأ كتاب "عصر الوصول" لجيرمي ريفكين الآن، يدرك أن كثيراً من توقعاته عن المستقبل الـ"سايبري" أصبحت واقعاً نعيشه. الكتاب الذي نشر أول مرة في العام 2000 وضعه راءٍ حول التحولات الرأسمالية المفرطة التي تجسدت في ثقافة جديدة حوّلت طريقة الاستهلاك من بائعين – مشترين إلى مجهزين – مستخدمين، وبدلاً من الأسواق أصبحت هناك شبكات، وبدلاً من الملكية أصبح هناك وصول سريع إلى البضائع والخدمات، وبالتالي رأس المال.

الشركات الضخمة صارت مهتمة أقل فأقل بهامش الربح الذي تحققه من البيع للزبون، إنها الآن تشتري الزبون نفسه طيلة حياته بالتأجير والقروض والاشتراكات. الإحصاءات تقول إن 80% من الشركات الأميركية الآن تؤجر بدلاً من أن تبيع.

الشركات التي وصفها ريفكين بالـ "افتراضية" باتت تبيع الزبائن نمط حياتهم وهي لا ترتبط بجغرافيا أو دولة أو مجتمع. الفصل الذي حدث بين الجغرافيا والاستثمار هو امتداد لثلاثة افتكاكات جبرية فرضتها العولمة سيئة الصيت، والتي حدثت بين الفرد والبيئة والفرد والمجتمع والفرد وحياته الخاصة.

ما نراه اليوم في وسائط التواصل الاجتماعي من تسويق للحياة الخاصة، وتسليع للتجربة برهان. كان ريفكين يقول قبل 15 عاماً إننا سنستيقظ ذات يوم ونجد كل أنشطتنا الحميمة واليومية وقد أصبحت افتراضية ومدفوعة الثمن، وفي هذه اللحظة ستصبح حياتك الخاصة أسهم استثمار لشركات أخرى تستخدمك كمستخدم.
المساهمون