إلى عبد الأمير جرص

14 مايو 2015
جرص في "مقهى السنترال" في عمّان نهاية التسعينيات
+ الخط -

اليوم عثرتُ على دفترك في غرفة الغسيل
وقد طاله الغبار في بيت "صديقك الوفيّ"
إذاً ما حالها كلماتك في بيوت الانتهازيين - أولئك الذين كنتَ تطلع عليهم طلوع الشمس على الخديعة؟

أَرأيت ماذا فعلت السنين بوفائي؟

*

شهامتك في البال حبلٌ من العصافير
ولستَ الذي يطويه قبرٌ
أَنا خَجِلٌ من الحياة خجلي من الموت
خَجِلٌ من العشب فوق قبرك لا يعرفُ من أَنت

تعال أُشاطرك خجلي.

*

العمّالُ يُغسِّلون بالفجر
بالماء البارد
بالعتمة
ونحن مصدِّقون يا رب أَنَّ الشّقاء هديةٌ منك
وذات يوم سنجيئك ضارعين:
أَرجع لنا سنوات الشّقاء
أَعد لي حتى الكذب الذي كذبناه على أَنفسنا.

*

قصائدك في الفجر أَشجارٌ مهشَّمةٌ
ودفترك طيرٌ يَرِفُّ في هذه الحجرات
المُقْفَلَة
تعال أُشاطرك غياب الهواءِ
والأَمل المتسلِّلَ بلا رجعةٍ وراء الحدود.

المساهمون