"مهرجان الفيلم اليوناني": سينما الأزمة

05 ديسمبر 2015
لقطة من الفيلم القصير "العشاء لقلّة"
+ الخط -


ما المعيار لتوصَف تظاهرة ما بأنها مهرجان؟ وهل يكفي عرض ثمانية أفلام لكي يُقال إن ما سينطلق في التاسع من الشهر الجاري ويستمر لأربعة أيام هو "مهرجان بيروت للفيلم اليوناني"؟

يتوقّع المتلقّي من المهرجان أن يكون شاملاً، تظاهرة تتضمّن عروضاً لأفلام جيّدة ولقاءات مع مخرجيها، ربما جلسات نقاشية جانبية وجوائز تشجّع تلك الأفلام التي تستحق.

من الجيّد أن تكون هناك مساحة خاصة للفيلم اليوناني، ومن الأفضل أن تقدّم التظاهرة في حجمها الحقيقي، كمجموعة من عروض الأفلام التي تتضمّن "فارس" للمخرجة أثينا راشيل تسانغاري، وهو فيلم الافتتاح، وكان قد حاز على جائزة أفضل فيلم في "مهرجان لندن السينمائي" 2015.

الفيلم يدور حول ستّة أصدقاء يبحرون في رحلة على متن يخت أحدهم، حين يكشتفون في عرض البحر أن ثمة عطل في القارب. وفي انتظار المساعدة، يبدأ الستة في ممارسة لعبة "فارس"، وتقوم على المباراة في أمور كثيرة ليفوز فيها الأفضل في كل شيء. العمل يتناول العداء بين الرجال من منظور مخرجة امرأة موهوبة.
من فيلم "الشجرة والأرجوحة"

كما يُعرض، الخميس، "نافورة الشباب" وهو فيلم تحريك قصير للمخرج باناغيوتيس راباس الذي أنتجه سنة 2012، وهو مقتبس عن حكاية للكاتب اليوناني لافكاديو هيرن، الذي كتب كثيراً عن اليابان حتى أصبح له اسم ياباني يُعرف به وهو كوازومي ياكومو، والقصة تدور أيضاً في قرية يابانية.

يُعرض الفيلم الروائي الطويل "الشجرة والأرجوحة" للمخرجة ماريا دوزا أيضاً الخميس، والذي يدور حول عودة الابنة الطبيبة من لندن لزيارة والدها اليوناني الذي قاطعها 15 عاماً لهجرتها من البلاد. الكثير من التغيّرات تنتظر المرأة العائدة مع ابنتها والكثير من الأسرار التي سنبدأ في اكتشافها عن العائلة والمكان.

يوم الجمعة، يُعرض الفيلم الروائي الطويل "لا تنسني" للمخرج يانيس فاغراس، والذي يجمع بين صفات فيلم الطريق وفيلم في البحر وفيلم رومانسي عاطفي في وقت واحد.

الجمعة أيضاً، يُعرض الفيلم القصير "4 مارس" لـ ديمتريس ناكوس، ويدور حول الشابة ماريا القادمة من أوكرانيا للعمل في اليونان خادمةً تعتني بسيدة كبيرة، ماريا تحمل سرّاً لا يمكنها أن تتحرر منه إلا في اليوم الرابع من آذار.

أما في يوم الاختتام، السبت، فيُعرض "فارس" مرة أخرى، يليه فيلم قصير بعنوان "العشاء لقلّة" للمخرج ناسوس فاكاليس، وقد ذاع صيت فيلم التحريك هذا كثيراً خلال العام الحالي، وحاز عدّة جوائز.

"العشاء لقلّة" هو مجاز اجتماعي سياسي للواقع العالمي اليوم، إذ يدور الفيلم حول قلّة تجتمع على مائدة العشاء، بينما يعمل "سيستم" من الطهاة على تغذيتها ليرمى الفتات إلى قطط تحت الطاولة. الفيلم تمثيل كرتوني لأزمة اليونان مع الاتحاد الأوروبي التي تفاقمت خلال 2015.

وتنتهي عروض التظاهرة مع الروائي الطويل "أكزينيا" للمخرج بانوس كوتراس، الذي شارك في مهرجانات كثيرة العام الماضي 2014.

الفيلم يتناول قصة أخوين مراهقين من ألبانيا يجدان نفسيهما في اليونان من دون أوراق رسمية، وتبدأ رحلة محاولة الحصول على جواز سفر وأوراق ثبوتية، يعيشان خلالها كل ما يكتنف "الأكزنوفوبيا" في بلاد مجاورة.

الأفلام في مجملها تدور حول قضايا اجتماعية سياسية عاشتها اليونان على نحو مضاعف هذا العام، أمور تتعلّق بالهجرة والأزمة الاقتصادية والعثور على فرص عمل وأوراق ثبوتية. 


اقرأ أيضاً: ملحمة "تحضير" ذئاب منغوليا

المساهمون