"الفرد والجماعة والمجتمع": ملاحقة المتغيّرات

05 ديسمبر 2015
(تجهيز لـ فالاي شندي/ الهند)
+ الخط -

يبدو واضحاً حجم التغيّر الذي آلت إليه المجتمعات في العقود أو السنين الأخيرة، لأسباب تتعلّق بالسياسة في الداخل والخارج، أو متغيّرات أخرى؛ مثل التكنولوجيا وتغيّر نمط الحياة. كيف تواكب العلوم الإنسانية هذا التغيرّ؟ لعل هذا هو أهم سؤال طرحته الندوة العلمية التي انتظمت أمس واليوم في "كلية 9 أفريل" في تونس.

شارك في هذه الندوة عدد من الباحثين في ميادين العلوم الإنسانية؛ مثل: صالح مصباح وفوزية ضيف الله وسعاد حرار وزينب الشارني وسمير الزغبي، في مداخلات مثل "الهوية داخل الجماعات الافتراضية" (سعاد بن علي) و"العلاقات الاجتماعية الجديدة" (سمية المستيري) والاعتراف بالآخر (فوزية ضيف الله) "الصداقة بين دريدا ونيتشه" (نور الدين الشابي) وغيرها من المحاضرات.

في تقديم الندوة، قال رئيس "جامعة تونس"، حميّد بن عزيزة أن "الفكر يبدو متأخّراً أمام نسق تغيّرات النمط الفردي أو الاجتماعي"، مضيفاً أن "المعقوليات باتت غير قادرة على تقديم خطاب يعبّر عن التوتّرات بين الأفراد والمجتمعات، وهذه المسألة تتعلّق بالفلسفة وبالاجتماع وبالسياسة وبعلم النفس".

في المحاضرة الافتتاحية، قالت الباحثة سمية المستيري إن "الحداثة ضربت ناقوس نهاية أنماط كثيرة، فهي من البداية أعلنت نيتها تهميش الجماعة من أجل الفرد"، غير أنها تلاحظ أن "هناك عودة مضادة من الفرد إلى الجماعة، هذه الجماعة بأشكالها الدينية أو السياسية أو الافتراضية بعد أن جفّفت النزعة الاستهلاكية المفرطة المعاني التي طرحتها الحداثة".

توضح المستيري أن "هذا الوضع يخلق علاقات اجتماعية جديدة لا بد من دراستها"، مقدّمة نماذج لمفكّرين يشتغلون على رصد هذه القضايا مثل بيير بوفييه وبارتا شاكارجي وستانلي كافيل، مشيرة إلى أنه حان الوقت للتفكير بطريقة جديدة في العلاقات الاجتماعية.


اقرأ أيضاً: "اليوم العالمي للفلسفة": في تخطي الكونية السطحية

المساهمون