لعنة التماثيل المصرية تلحق بـ العقّاد

07 نوفمبر 2015
(العقّاد)
+ الخط -

بعد مرور أربعة أشهر على إزاحة الستار عن النسخة المشوّهة لتمثال نفرتيتي في مدينة سمالوط المصرية، والتي أثارت انتقادات وسخرية لاذعة حينها، ها هي الستارة تُزاح عن تمثالٍ آخر، أعاد الجدل نفسه من جديد إلى الساحة المصرية.

أوّل أمس، أزاح محافظ أسوان الستار عن تمثالٍ نصفي لـ عبّاس محمود العقّاد بعد إعادة ترميمه وتجديده. بالنظر إلى التمثال قبل أعمال الترميم، الذي أنجزه النحات فاروق إبراهيم، لا يختلف اثنان على أنّه يجسّد بروفايل صاحب "أشجان الليل"، لكن في حلّته الجديدة، يبدو وأنّه يشبه أي شخص سوى العقّاد.

لم يكفّ المصريّون عن السّخرية من العمل الجديد، وراحوا يستحضرون شخصيات محطّ تندّر في الشارع المصري، ويشبّهون التمثال بها.

قبل عام، وبمناسبة مرور 125 عاماً على ميلاد العقّاد، كشفت "جمعية البحوث الروسية" في موسكو عن تمثال برونزي له، للنحات المصري أسامة السروي. في عام 2012، أنجز الفنان السيد عبده سليم نصباً كبيراً للعقّاد في مدينة أسوان، يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار.

التمثال قبل الترميم

لا تعدم مصر وجود أصحاب الموهبة في فن النحت، رغم ذلك يختار المسؤولون أشخاص بلا كفاءة ولا موهبة؛ ما يثير التساؤل حول معايير اختيار منفذّي العمل وتكاليفه. من الذي أنجز أعمال ترميم تمثال العقّاد أول أمس؟ وكيف جرى اختياره؟ لماذا لا تولي الجهات المسؤولة المهمّة لمبدعين قادرين على تقديم صاحب "هدية الكروان" بطريقة تليق به، خصوصاً أنّهم يصفونه بـ "عملاق الأدب العربي".

لا يُمكن لحُسن النيّة أن يبرّر هذه الأخطاء الفادحة. تكريم شخصية ما، لا تكفيه النوايا الحسنة، وإنّما يقتضي بذل جهد ما، ومراعاة المعايير الفنية اللازمة لتحقيق ذلك؛ فهل يمثّل النُّصب تكريماً لشخصية العقّاد أم إساءةً؟

بعد الترميم


إلى جانب تمثالي نفرتيتي والعقّاد، جرى تخريب تمثال توت عنخ آمون الأصلي أثناء ترميمه مطلع العام الجاري. وقبل أقل من شهر فقط، بدأت أعمال إصلاحه، من دون توضيح من هو المسؤول عن التشوّهات التي باتت تلحق في آثار مصر والتماثيل التي تُشكّل واجهةً حضارية لها.

يبدو أنّ هذه الأعمال، بدلاً من أن تكون محطّ التفات جماليّ للمصريين والسيّاح، أصبحت مجرّد نكات ومادّة صالحة للسخرية لا أكثر.


اقرأ أيضاً: توت عنخ آمون: فصول ترميم قناع الملك

دلالات
المساهمون