الجزائر للكتاب: الضيف فرنسا والنجوم اعتذروا

25 أكتوبر 2015
(من الدورة الماضية)
+ الخط -

تحت شعار "عشرون عاماً في الواجهة"، تنطلق الدورة العشرون من فعاليات "معرض الجزائر الدولي للكتاب" في الـ 29 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتستمر حتّى السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بمشاركة 35 بلداً من بينها فرنسا التي اختيرت كضيف شرف.

في ندوة صحافية عقدها اليوم، وجد مدير التظاهرة، حميدو مسعودي، نفسه مضطرّاً إلى محاولة "تبرير" اختيار ضيف الشرف، بعد الانتقادات التي وجّهها مثقّفون وصحافيون رأوا في ذلك "تكريساً لتبعية الجزائر للمستعمِر السابق"، قائلاً إن الاختيار "جرى وفقاً لاعتبارات ثقافية بحتة".

قال مسعودي إن المعرض كان يعتزم استضافة عددٍ من الروائيين الفائزين بجائزتي "نوبل للآداب" والـ "غونكور" الفرنسية، لكنّ جميعهم اعتذروا في اللحظة الأخيرة "لأسباب صحيّة"، وهو ما ينطبق أيضاً على الروائي الفرنسي اللبناني أمين معلوف، الذي سبق للمعرض وأعلن أنه سيحلّ ضيفاً على التظاهرة.

وردّ مسعودي على الانتقادات التي وُجّهت إلى إدارته بـ "إقصاء" الكتّاب المحليّين، بالقول إنه يستحيل استضافة كلّ هؤلاء، مضيفاً أن 54% من ضيوف التظاهرة هم جزائريون، مشيراً إلى أن قائمة الدورة الجديدة تضمُّ عدداً من الكتّاب والسياسيين الجزائريين الذين لديهم إصدارات جديدة، مثل واسيني الأعرج وأمين الزاوي ومحي الدين عميمور وعلي كافي وكمال بوشامة وحميد قرين.

في هذا السياق، حمّل مدير المعرض دور النشر المحليّة مسؤولية الترويج لكتّابها: "لم نتلقّ اقتراحات من ناشرين حول استضافة أسماء معيّنة. يشارك 290 ناشراً محليّاً في المعرض، وعلى هؤلاء استثمار مساحاتهم للترويج لكتّابهم وإصداراتهم، ولا تنتظروا منّا أن نفعل ذلك بدلاً عنهم".

تحدّث مسعودي، أيضاً، عمّا أسماه شروطاً جديدة لمشاركة الناشرين في المعرض، أبرزها أن تكون الكتب المعروضة جديدةً: "نرفض أن تتحوّل التظاهرة إلى معرض لكتب التراث وأمّهات الكتب. نريدُ إصداراتٍ جديدة تُفيد القارئ"، مشيراً إلى أنّ المعرض سيضمّ 70% من الكتب العلمية الجديدة.

كما تحدّث عن منع بيع الكتب بالجملة واتّخاذ إجراءات مشدّدة لمواجهة ذلك، داعياً الناشرين المحليين والأجانب إلى الابتعاد عمّا أسماه الذهنية التجارية: "المعرض مخصّص للبيع بالتجزئة وليس بالجملة، بمعنى أنه موجّه للقرّاء وليس للتجّار. سنُغلق فوراَ أيّ جناحٍ يخرق هذه القاعدة ونمنع صاحبه من المشاركة في الدورات القادمة".

وفي ما يتعلّق بمنع بعض العناوين، قال مسعودي إن الرقابة استهدفت، أساساً، تلك الكتب "التي تروّج للعنف وتمسّ بقيم ومبادئ الجمهورية الجزائرية"، كاشفاً في هذا السياق عن إقصاء 40 دار نشر، مضيفاً: "لا نقبل أن نستضيف بأموال الجزائر كتّاباً أجانب يشتمون الجزائر".

لكنّه، ومن جهة أخرى، قال إن التظاهرة مفتوحة لكلّ التوجّهات السياسية الوطنية، بغضّ النظر عمّا إذا كانت في الموالاة أو المعارضة.

كما قال مسعودي إن المعرض يحرص على عدم التمييز بين من يكتب بالعربية أو الفرنسية، مُشيراً إلى أن التظاهرة ستعرف "حضوراً نوعياً للإصدارات باللغة الأمازيغية".

انطلق المعرض سنة 1980، لكنه توقّف بعد خمس دوراتٍ بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد عام 1986، واستمرّ توقّفه بسبب "العشرية السوداء"، قبل أن يعود سنة 2000 كأكبر تظاهرة ثقافية في الجزائر. وخلال العام الماضي، استقطب مليوناً و450 ألف زائر، بينما يطمح إلى استقطاب مليون ونصف مليون في دورته الجديدة، وفق ما قاله مسعودي.


اقرأ أيضاً: قسنطينة: ثقافة معلّقة وجسور مقطوعة

المساهمون