لا بأس عمّان

20 سبتمبر 2014
"ليل عمّان" لـ محمد عبلة (جزء من اللوحة)
+ الخط -
لا تتوقف عمّان لحظة. رغم أن الزمن كثيراً ما يبدو متوقفاً ونحن فيها.

كففنا عن تلك الأسئلة التي أثارها ذات زمن عبد الرحمن منيف عن كونها مجموعة قرى متجاورة وأن نسيجها المديني لم يكتمل. الأسئلة والتداعيات ذاتها، التي سمعناها من خيري منصور في أمسيات ترشح بالضجر والانتشاء لمجرد النجاة من حادثة الحياة في مدينة لا تنفك تشعرك بنقصان حاد في شيء لا تعرفه.

الأرجح أننا لم نعد مأخوذين بـ"المدن"، سيما نموذج مدن الحداثة؛ "بواليع الحضارة" كما رآها هنري ميللر. بتنا نتوق إلى لحظة مصالحة مع أوطان باتت على حافة الخسارة.

وإن كانت أجيال عربية ترنحت عقوداً بين الاستبداد والهزيمة، فإن أجيالاً أخرى مرشّحة اليوم للعيش في الخسارة، إن لم تنبض عاطفة في جميع الأفكار المرتبطة بالحرية والتقدّم وإنهاء الحالة الاستعمارية؛ عاطفة تستطيع أن تحمل هذه القضايا. (من أين يجيء هذا المقطع الجارح لخليل حاوي: كنتم صغاراً تافهين مدى الديار/ صرتم صغاراً تافهين بلا ديار؟).

الشريحة التي يتحدث عنها حاوي ما زالت تتحرك بيننا، وهي ليست بالتأكيد ما يبعث هذه الكلمات؛ بل لوحة لأضواء عمّان ليلاً رسمها محمد عبلة، الفنان المصري. تكاد تجزم أن المشهد أُخذ من مطلّ غاليري "دار الأندى" في جبل اللويبدة نحو ذلك الجزء "الأقل حظاً" من شرق عمّان، الجارح من فرط ما هو آسر في الليل.

لا بأس عمّان، اسمحي لنا بهذا الحب من طرفٍ واحد.

 

خان الفنون: عمّان ليلاً نهاراً 

دلالات
المساهمون