ياسمين الشاذلي.. تمجيد الأسلاف في مصر القديمة

ياسمين الشاذلي.. تمجيد الأسلاف في مصر القديمة

22 سبتمبر 2022
نقوش داخل معبد حتحور في دير المدينة (Getty)
+ الخط -

في عام 1906، اكتُشف موقع دير المدينة بالقرب من مدينة الأقصر الذي تعود آثاره إلى المملكة المصرية الحديثة التي حكمت بين عامَي 1570 و1070 قبل الميلاد، وتحتوي على مبانٍ سكن فيها العمّال الذين ساهموا في تشييد المعالم التاريخية خلال تلك المرحلة.

اختلف تصميم المعابد في الدير عن تلك التي خصّصت للملوك، حيث اعتمدت على الرسم من النحت والتماثيل، وعبّرت عن صلب العقائد الدينية التي كانت شائعة آنذاك، وفي مقدمتها الاحتفاء بالمتوفى من خلال رسم مشاهد حيّة متسلسلة من حياته تظهره مع أهله وأصدقائه.

تضيء الباحثة المصرية ياسمين الشاذلي على جوانب متعدّدة من هذه الممارسات والشعائر في محاضرة بعنوان "تبجيل الأسلاف في دير المدينة" تقدّمها عند السابعة من مساء اليوم الخميس، ضمن سلسلة محاضرات "إيجيبتولوجي بالعربي" التي تنظمها مبادرة "المكان والناس" بالتعاون مع "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة.

تعود المحاضِرة إلى نقوش الموقع، من الرسومات الشخصية والمنصات التي كانت توضع عليها القرابين وهياكل الأبواب، إلى جانب المصادر المكتوبة على ورق البردي والقطع الأثرية التي توضّح الحياة الدينية لسكان هذه المستوطنة المصرية القديمة.

وتشير الشاذلي التي أصدرت دراسة بعنوان "عبادة الأسلاف الملكية في دير المدينة" عام 2015، إلى تمجيد أرواح الموتى، إن كانوا المنتسبين إلى العائلة المالكة الذين برزت صورهم على العديد من النقوش، أو إلى أقارب العمّال أيضاً، موضّحة الوسائل التي كانت تجري بها العبادات والتقرّب من أولئك الأسلاف، والعلاقة بين هذه "الآلهة" والأحياء. 

كذلك تناقش وضع أسلاف الملك ضمن التسلسل الهرمي الإلهي المصري القديم، فضلاً عن تأثير المكانة الاجتماعية بدرجة وصول الفرد إلى آلهته، ضمن الحقبة التي توالت فيها الأسر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون على حكم مصر، لافتة إلى أن تأليه الملوك وبعض الشخصيات لا يتطابق تماماً مع نظرة المصري القديم إلى آلهته الأخرى، حيث اعتبر أن هولاء الموتى الذين تقرّب إليهم يمتلكون روحاً "قادرة" لديها القوة لمساعدة أنصارهم والتصدّي لخصومهم.

يُذكر أن ياسمين الشاذلي حازت درجة الدكتوراة، في علم المصريات من جامعة "جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة الأميركية عام 2008، وأصدرت العديد من الدراسات، منها "الفرعون الفضي: أسرار الموتى" و"توت عنخ آمون: لغز المومياء المحترقة".
 

المساهمون