في 2013، عرض المخرج المسرحي المصري هاني عفيفي مسرحية "عن العشاق"، المستمدّة من كتاب "طوق الحمامة في الألفة والألّاف" للفيلسوف ابن حزم الأندلسي، حيث أعدّ الكاتب كريم عرفة النص المسرحي الذي مزجه بمجموعة من أغنيات أم كلثوم وارتجالات حُرة لعازفي فرقة "بيت العود العربي"، واستمر عرضها حتى العام الماضي.
يعود عفيفي إلى الخشبة في مسرحية "مشاحنات" التي تُعرض عند الثامنة من مساء الأحد، السادس والعشرين من الشهر الجاري، في "مسرح مركز الإبداع الفني" بـ"دار الأوبرا المصرية" في القاهرة، والتي يتواصل عرضها في الموعد نفسه حتى الثالث من الشهر المقبل.
العمل مأخوذ عن نص مسرحي للكاتبة الأيرلندية كاترين هايز أصدرته عام 1982، وترجمه الأكاديمي والمسرحي المصري هناء عبد الفتاح، وتدور أحداثه في غرفة نوم امرأة مسنّة تقوم على رعايتها ابنتاها البالغتان؛ بقيت الكبرى في المنزل طوال فترة مرض والدتها، وتحمّلت العبء الأكبر من الاعتناء بها، في حين أن أختها الصغرى التي غادرت المنزل منذ سنوات، تعود في الأيام القليلة المتقّية من حياة والدتها.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول عفيفي إنه ارتكز في إعداد النص والرؤية الإخراجية على تكثيف الحالة الإنسانية التي يناقشها، وتحويل اللغة إلى العامية المصرية ليكون قريباً من المُشاهد المصري، وسريع الإيقاع ومتدفّق الأفكار.
ويوضّح أنه حاول تقديم الأفكار ببساطة وجاذبية في نفس الوقت على مستوى الصورة والديكور والأزياء والإضاءة، وعلى مستوى الأداء الموسيقي والتمثيل، لعرض حوار طويل بين شقيقتين في الدقائق الأخيرة التي تسبق موت أمّهما.
ويضيف عفيفي: "حرصت من خلال الأداء والرؤية الإخراجية على أن يكون النص إنسانياً لا يحمل هوية بلد معينة ولا ظروفاً بيئية محددة ولا أسماء أجنبية ولا عربية، فما يحدث في العرض وما يطرحه النص من مشاعر وأفكار ومشاعر يحدث في كل مكان وزمان ولكل البشر، وتتمثّل فكرته الرئيسة في حاجتنا إلى التواصل مع من نُحب، وألّا تلهينا مشاغل الحياة عن الضعفاء من ذوينا".
يشارك في العرض، الذي أنتجه "مسرح مركز الإبداع الفني"، كلّ من الممثّلات ريم حجاب، وهند حسام، وسهام بنت سنية وعبد السلام، بينما أُسند تصميم الديكور والأزياء إلى مروة عودة، والإعداد الموسيقي وتصميم الإضاءة إلى هاني عفيفي، والتصوير الفوتوغرافي والفيديو إلى السيد عبد القادر، إلى جانب تقنيي الإضاءة أحمد عبد التواب ووليد فوزي، وتقني الصوت محمد حسن، وفني الديكور محمد غنيم، ومساعدة مصممة الديكور بسنت القصاص، والمخرجين المساعدين فتحي إسماعيل وسها كحيل.