نوفاليس.. شذرات من أجل "رمْنَسة" العالَم

14 يناير 2022
نوفاليس في بورتريه لفنان غير معروف
+ الخط -

من بين أسماء الجيل الأوّل من الرومانسيين أو الرومانتيكيين الألمان، أي الجيل الذي وُلد معه هذا الفهم، الجديد حينها، للأدب وللعالم، يتّخذ نوفاليس مكانةً خاصّة. ليس فقط لأنه كتب أعمالاً أساسية في كلّ المجالات، تقريباً، التي ستنتشر فيها لاحقاً تأثيرات الرومانتيكية (الشعر، الرواية، اليوميات، الفلسفة، النقد، إلخ)، بل أيضاً لأن حياته كانت من أوائل الأمثلة على "التضحية" الرومانتيكية، وهو الذي عاش عذابات الوجود، مريضاً، ورحل مبكّراً عن أقلّ من 29 عاماً (1772 ـ 1801).

رغم صيته الذائع في ألمانيا، لم تصل أعمال نوفاليس، بشكل واسع، إلى فرنسا، إلّا في بدايات القرن العشرين، حيث راح القرّاء يكتشفون ملامح أُخرى من تجربة مَن عرفوه شاعراً فقط خلال القرن التاسع عشر، إذ راحت تصدر ترجماتٌ فرنسية ليومياته، ولعدد من روايته، المكتملة وغير المكتملة، إضافة إلى مقالات وكُتبٍ حوله.

لدى منشورات "أليا" في باريس ـ وهي دارٌ معروفة بكُتبها ذات الحجم الصغير نسبياً، والتي تستعيد فيها نصوصاً أساسية من أعمال كتّاب ومفكّرين ـ صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "لا بدّ من رَمْنَسة العالَم" لنوفاليس، بترجمة وتقديم أوليفييه شيفير؛ وهو عملٌ يضمّ شذراتٍ كان الشاعر الألماني يحضّرها للنشر في عملٍ، لكنّ رحيله المبكّر لم يسمح له بذلك.

الصورة
غلاف

يتّخذ الكتاب عنوانه من واحدةٍ من أشهر شذرات نوفاليس، التي يدعو فيها إلى رمنسة العالَم كي يجد "معناه الأصلي"، وهو يشرح "عملية" الرمنسة هذه، التي "ما تزال مجهولةً تماماً" لدى مجايليه، بالقول إننها تتمثّل في "إعطاء العاديّ معنىً عالياً، والشائع جانباً روحانياً غريباً، والمعروف كرامةَ اللامعروف، والنهائيّ مظهرَ اللانهائيّ".

يدور الكتاب بشكل أساسي حول علاقة الشعر بالفلسفة، وهو يتوزّع في فصول تحمل عناوين مثل: "شذرات منطق ـ منطقية"، و"شعر"، و"شِعريّة"، و"شذرات أو مشاكل الفكر"، و"الحياة الجمالية"، وهي فصولٌ يقدّم في أغلبها نقداً للفلسفة التي تقدّم نظرةً ميكانيكية وتفتيتية للعالَم، وتوضيحاً لما يمكن للشاعر والفنان ـ وحتى العالِم ـ فعْلُه لتجاوز هذا النقْص.

المساهمون