نور الحاج.. خيط بين النسيج والتراث العربي

25 يونيو 2023
من المعرض
+ الخط -

استندت نور الحاج في بداياتها إلى فلسفة وابي سابي اليابانية، التي تشير إلى منظور يعاين الجمال وسط كل شيء، وتهدف إلى تقبّل الأشياء كما هي وعلى طبيعتها، بعيوبها وبشوائبها وبترهلاتها وبتآكلاتها وحتى بفنائها، وهو مفهوم انتقل إلى الأدب والفنون والإعلام بشكل أساسي.

بعد ذلك، توجّهت الفنانة اللبنانية البريطانية إلى تقديم تصوّر معاصر للتراث العربي في أعمالها المتعدّدة، مثل فن النسيج وتصميم الأزياء، وكذلك في النماذج التي اشتغلتها في مجال الفن الرقمي باستخدام تقنية Blockchain التي تتضمّن قواعد بيانات تجري مشاركتها مع المتلقّي.

حتى السادس عشر من الشهر المقبل، يتواصل معرض "خيط" لنور الحاج في "لايتون هاوس" بلندن، والذي افتتح في الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي، بتنظيم مشترك مع "المركز العربي البريطاني".

من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض ثلاثة أعمال فنية جرى إنشاؤها في محاكاة لقاعة البلاط في التاريخ العربي الإسلامي من خلال تصميم يتناغم مع معروضات "لايتون هاوس" من الأزياء الشعبية السورية، وكذلك معلّقات تعتمد الفنون العثمانية، إلى جانب سجّاد يحاكي التصميمات الفارسية، في إعادة إنشاء لتصميم داخلي يتضمّن هذه العناصر مجتمعة.

تستند الحاج إلى إطار الفسيفساء الذي صمّمه الفنان البريطاني والتر كرين (1845 - 1915) للقاعة العربية، عبر ابتكار أشعّة تُمثّل نور الشمس والقمر تتدلّى منها ضفائر قطنية النسيج أو مصنّعة من الحرير الذهبي، في لعب على ثنائية الإشعاع لدى الشمس والسكون في صورة القمر، وهي مستمدّة من ثقافات غرب آسيا حول الضفيرة بدلالاتها الميثولوجيا التي تحيل إلى إبعاد "العين الشريرة" والطاقة السيئة.

استخدمت الفنانة السماق الذي جرى جمعه في بلدة جزين، مسقط رأسها، للحصول على درجات البني الغامق، ثم قامت بعد ذلك بنقع الأقمشة في منقوع حديدي من أظافر معدنية صدئة للحصول على درجات اللون الأرجواني الرمادي الفاتح.

كما يستعيد المعرض تقليداً فلسطينياً حيث تطرّز نساء من عائلة واحدة ثوب الزفاف الذي تحتفظ به العروس طوال حياتها، باستخدام خيوط الحرير أو الأسلاك الذهبية أو الأشرطة الذهبية المسطحة لإنشاء مواد مختلفة، ويكتمل العمل ببيانات رقمية تضيء جملة أحداث تربط بين بريطانيا والعالم العربي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تتصل بصناعة النسيج من حرير وملبوسات فنية في عدد من مدن بلاد الشام وتصديرها إلى لندن.

 
المساهمون