في عام 1977، كانت الفرنسية فرنسواز دُمولدير (1947 ــ 2008) أوّل مصوّرة صحافية تنال جائزة "مؤسّسة الصحافة العالمية للصورة"، المرموقة في عالَم الفوتوغرافيا، عن عملها في تغطية المجازر التي ارتكبتها "القوّات اللبنانية"، إلى جانب ميليشيات أُخرى، بحق مئات الفلسطينيين واللبنانيين في منطقة الكرنتينا ببيروت عام 1976، ولا سيّما عن لقطتها تلك لامرأة مسنّة تبدو وكأنها تطلب من أحد مسلّحي هذه الميليشيات تركهم بسلام، فيما نرى وراءها ووراء المسلّح رجلاً يركض مع ثلاثة أولاد، وامرأة أخرى تركض مع طفل تمسكه بيدها.
لم تكن هذه الصورة، التي اعتُبرت "أفضل" لقطة صحافية في العالم عامَ تصويرها، أوّل عملٍ تغطّي من خلاله دُمولدير مجازرَ وأحداث عنف تشهدها الحروب، حيث عُرفت، عام 1975، بتغطيتها لأحد آخر وأبرز مشاهد حرب الفيتنام، والمتمثّل بلحظة دخول مدرّعة من جيش الشمال الفيتنامي إلى القصر الرئاسي في مدينة سايغون، في نيسان/ أبريل من ذلك العام.
أعمال دُمولدير، إلى جانب صور لسبع مصوّرات حرب أُخريات، تشكّل مادة معرض "نساء، مصوّرات حرب" المستمرّ في "متحف ليبيراسيون" بباريس حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
يسعى المعرض إلى تفنيد الصورة النمطية حول مصوّر الحرب، الذي غالباً ما يحضر في المخيال كرجل، في حين أنّ النساء غطّين حروباً في وقتٍ مبكّر من القرن الماضي، كما فعلت الألمانية غيردا تارو (1910 ــ 1937)، التي يقدّم المعرض اللقطات التي غطّت من خلالها الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، وهي الحربُ التي أُصيبت خلال تغطيتها لها، لترحل في العام التالي وتكون أوَّل مصوّرة حروب تقضي نحبها خلال عملها.
كما يشمل المعرض أعمالاً لـ كاترين لوروا، التي صوّرت جزءاً من حرب الفيتنام، قبل أن تذهب إلى لبنان بُعيد اندلاع الحرب الأهلية فيه؛ وأعمالاً لـ كريستين سبنغلر التي غطّت معارك في تشاد، ومواجهات في إرلندا الشمالية، وأفعانستان.
أفغانستان كانت أيضاً محطّة في تجربة المصوّرتين كارولين كول وآنيا ديدرنغهاوس، وهو البلد الذي قضت فيه هذه الأخيرة عام 2014، خلال تغطيتها لإحدى المعارك. أمّا سوزان مايسلاس، فتتركّز تجربتها حول صراعات وحروب شهدتها القارّة اللاتينية، في بلدان مثل نيكاراغوا والسلفادور.