نازيون جُدد فحسب

19 ديسمبر 2023
طفلٌ يجلسُ أمام منزل دّمرته غارة صهيونية، خانيونس، 16 كانون الأول/ ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

يقوم العدوّ حاليّاً باعتقال وإهانة وطرد المرضى القادمين من القِطاع، لتلقّي العلاج في الضفّة وداخل فلسطين المحتلّة. نقرأ عن عمليات شرطة الاحتلال ضدّ أولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان، تجري في الشوارع والفنادق وحتّى في المستشفيات. هل نتذكّر عملية صيد الساحرات، في الغرب القروسطي؟

هكذا فعلوا مع عمّال القِطاع أيضاً: سجنوهم ومنعوا عنهم الطعام، وقتلوا غير واحدٍ منهم. وهكذا نكّلوا بسجناء حريّتنا وبسجيناتنا في معتقلاتهم النازيّة، حيث التعذيب أمرٌ معتاد، منذ السابع العظيم.

والآن، بعد خروج بعض هؤلاء، من القاصرين والنساء والصبايا، يضع لهم العدوّ شرطةً تحاسبُ أهلهَم على نسبة منسوب الفرح، فلو فرحوا خارج المنزل، يا ويلهم، ولو أحضروا صواني حلويات، وزغردوا مع الجيران، يفرضون عليهم غرامات قد تصل إلى ثلاثين ألف دولار!

أمّا بعد: هل نشبّه عدوّنا بالحيوانات، كما فعل معنا؟ حاشا والله: هذه إهانة للحيوانات ذات الفِطرة السليمة، والإحساس السويّ بالحياة. إنَّ هؤلاء لأقلّ وأدنى من سالب جميع الصفات. إنّهم نازيّون جُدد فحسب، مثل أولئك الذين يسعون على تراب أوكرانيا، وباقي أراضي البيض على ضفّتي الأطلسي.

وهم، مهما فعلوا، لا يصدرون إلّا عن هزيمة، طاولت نخبة الحكم فيهم، قبل أن ترسب في أعماق سواد ناسهم. سنحتمل، ونحن نعرف أنَّ الهستيريا على قدر الوجع.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون