تُعَدّ الفنانة الفرنسية ميس تيك من بين أبرز فنّاني الشارع الذين تركوا بصمتهم على جدران وساحات العاصمة الفرنسية؛ حيث بدأت برسم جدارياتها في أحيائها بدءاً من منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لتكون بذلك من أوائل الفنانين الفرنسيين الذين برزوا ضمن هذا الحقل.
أوّل أمس الأحد، رحلت ميس تيك (اسمها الحقيقي راضية نوفا) عن عالمنا، في باريس، عن 66 عاماً، بعد صراع مع المرض، تاركةً وراءها أعمالاً باتت جزءاً من ذاكرة الباريسيين، بل وجزءاً من المسارات التي يتّخذها بعض السيّاح في زياراتهم إلى أحياء باريسية، ولا سيّما حيّ لوبوت أوكاي القديم.
وُلدت الفنانة عام 1956 لأب تونسيّ وأم فرنسية، ودرست الفنون التطبيقية، التي غادرتها لفترة حين أقامت في الولايات المتّحدة، قبل أن تعود لممارستها، وهذه المرّة على جدران باريس، إثر عودتها إلى فرنسا منتصف الثمانينيات.
كانت ميس تيك تقوم بذلك ــ مثل العديد من أقرانها ــ خلال الليل، تجنّباً لأعين الفضوليين ولأعين السلطة، لكنّ شهرتها المتزايدة، وشيوع هويّتها لدى عموم الناس، جعلا من السَّهل استهدافها، أكثر من مرّة، بمخالفات لقيامها بـ"تخريب" الفضاء العام.
ومنذ البداية، شاءت الفنّانة الراحلة أن تحوّل أعمالها إلى مسرح لسرد أسئلتها الخاصّة، وحتى الأكثر حميمية منها، حيث تروي فيها مخاوفها وغرامياتها، إلى جانب نضالها السياسي بالتأكيد، في اختلاف يميّز عن كثير من أقرانها الذين يكاد السؤال السياسي يغطّي على بقية الأسئلة في أعمالهم التي يرسمونها على جدران العاصمة الفرنسية.