موريس ميرلو بونتي.. محاضرات تدور في فلك "ظواهرية الإدراك"

12 ديسمبر 2022
موريس ميرلو بونتي، 1950 (Getty)
+ الخط -

رغم رحيله المبكّر، عام 1961، عن 53 عاماً، إلّا أن الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو بونتي ترك بصمةً أساسية في المشهد الفكري الفرنسي والأوروبي بشكل عام، حيث يُعَدّ صاحب "بُنية السُّلوك" من أبرز الأسماء التي أضافت إلى الفينومينولوجيا، أو المدرسة الظواهرية، بعد مؤسّسها، الفيلسوف النمساوي إدموند هوسرل.

ولم يتوقّف الاهتمام بكتابات ميرلو بونتي غير المنشورة منذ السنوات الأولى بعد رحيله، حيث نشر صديقه، المفكّر الفرنسي كلود لوفور، كتابه "المرئيّ وغير المرئيّ"، الذي لم يُتَح له إنهاؤه، قبل أن تتوالى الإصدارات لمسوّداته غير المكتملة، وللمحاضرات التي ألقاها، إن كان في دروسه بـ"كولّج دو فرانس"، أو في محافل عِلمية وفكرية دُعي إليها.

عن منشورات "ميميسيس"، صدر حديثاً كتابان يضمّان سلسلة من الدروس والمحاضرات التي ألقاها الفيلسوف الفرنسي بين عامَيْ 1946 و1949 ولم يسبق أن نُشرت من قبل، وهُما "محاضرات في أوروبا ودروسٌ أولى في ليون (1946 ـ 1947)"، و"محاضرات في أميركا: ملاحظات ودروس ونصوص أُخرى (1947 ـ 1949)".

الصورة
ميرلوبونتي

العملان من تحرير الباحث الفرنسي ميشيل داليسييه، بالتعاون مع الباحث الياباني شويشي ماتسوبا. ويشكّل القسم الأوّل من هذه المحاضرات امتداداً للأفكار التي جاء بها ميرلو بونتي في كتابه الأبرز "ظواهرية الإدراك" (1945)، إذ عُيّن بُعيد صدور هذا الكتاب أستاذاً للفلسفة في كلّية الآداب بـ"جامعة ليون" الفرنسية، وقدّم أمام طلّابه عدداً من الدروس حول المنهج الوصفي في الفينومينولوجيا، وكيفية استخدامه لفهم تجربة الإنسان في حياته اليومية وفي علاقته بجسده.

ومع أن القسم الثاني من المحاضرات يدور أيضاً، بشكل عام، في فلك "ظواهرية الإدراك"، إلّا أنه يُعطي صورةً عن تطوّر فكر ميرلو بونتي وانشغاله بمسائل جديدة، فكرية وسياسية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تتقاطع دروسه في عام 1947 مع أطروحات كتابه "الإنسانية والرهبة" (1947)، في حين تسجّل المحاضرات اللاحقة لبدء اهتمامه بفينومينولوجيا الطبيعة، التي سيخصّص لها عدداً من دروسه الأُولى كأستاذ في "كولّج دو فرانس"، التي حاضر فيها بين عامَي 1952 و1961.

المساهمون