"مهرجان مسرح التجريب": جماليات الفن الرابع تونسياً

02 مايو 2023
(من مسرحية "رحّل" لثريا بوغانمي، تصوير: عبد القادر الخرشي)
+ الخط -

في نهاية الثمانينيات، ساهم المخرج التونسي أنور الشعافي بعد تخرّجه من "المعهد العالي للفنّ المسرحي" في تونس العاصمة، في تشكيل فرقة مسرحية باسم "مسرح التجريب" في مدنين؛ جنوب البلاد، حيث قدّمت أُولى عروضها بعنوان "رقصة السرو" عام 1991 في مزج بين التشخيص والبانتوميم (الإيماء).

بعد عام من ذلك، انطلق مهرجان في المدينة يحمل اسم الفرقة، حيث خُصّصت ثيمة محددة لكلّ دورة تكون محور العروض وما يقام على هامشها من فعاليات، مع الحفاظ على تقاليد تتصل بتنظيم حلقات نقاش تلي العروض بحضور المخرج وفريق الممثلين، بالإضافة إلى الاهتمام ببعد معرفي من خلال ندوات فكرية وآخر تطبيقي في ورشات مخصّصة.

تنطلق عند الثامنة من مساء السبت المقبل، في قاعة "المركب الثقافي" بمدينة مدنين (450 كلم جنوب شرق تونس العاصمة)، فعاليات الدورة السادسة والعشرين من "المهرجان الوطني لمسرح التجريب"، والتي تتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري.

تُفتتح العروض بمسرحية "عرائس الضوء" من إنتاج "المركز الوطني لفنّ العرائس"، وتليها مسرحية "ديما نضحك" من إخراج منير العرقي، التي تعود إلى عقدَي الستينيات والسبعينيات مع صعود الأغنية الفكاهية التونسية التي قدّمها فنانون من أمثال الهادي السملالي وصالح الخميسي وحمادي الجزيري ومحمد المورالي وغيرهم.

وتُعرض في اليوم التالي مسرحية "أنا الملك" لمعز حمزة التي تتناول الصراع على السلطة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، ثمّ تقدّم مسرحية "العمى" لأمير العيوني المقتبسة عن رواية الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو وتحمل العنوان ذاته.

تتواصل العروض حيث يقدّم عماد المي مسرحية "ثقوب سوداء" عن نصّ "تراجيديا الديوك" لنور الدين الورغي في التاسع من الشهر الجاري، وتروي قصة ثلاث شخصيات هي الجندي الهارب من الحرب، الذي يدهس خطأ على لغم ويخشى انفجاره، وفنان هارب ينزلق معه إلى المصير نفسه، فتأتي امرأة لتنقذهما.

كما تعرض مسرحيات "رحّل" لثريا بوغانمي، و"تائهون" لنزار السعيدي و"ما يراوش" إخراج منير العرقي، إلى جانب ندوة فكرية تحت عنوان "المسارات الجمالية للمسرح التونسي اليوم"، وورش يقدّمها أنور الشعافي حول جماليات الإخراج.

يُشار إلى أنّه يُقام على هامش التظاهرة معرض للحبيب الغرابي الذي شارك في أعمال تمزيج بين التشكيل والمسرح والموسيقى، وتمّ تقديمها في دورات سابقة مثل "مشهدية تطاوين" للمخرج التونسي علي اليحياوي عام 2019، كما يتضمّن المعرض أعمال الفنان عبد الرؤوف ليسير التي تتناول بالتجريد والتشخيص عوالم يتشارك فيها بشرٌ وحيوانات في أجواء فانتازية تنتقد الواقع وتسخر منه.

المساهمون