"مهرجان فاس للموسيقى العريقة": التعايش أم التطبيع؟

06 سبتمبر 2023
(من دورة سابقة)
+ الخط -

منذ 2018، يواجه "مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة" مشكلات عديدة؛ من أبرزها صدور أحكام قضائية ضدّ أربعة عشر مسؤولاً في إدارته في أيار/ مايو الماضي، بسبب ما وُصف بالاختلالات المالية التي شابت عمل الجهة المنظّمة؛ "مؤسّسة روح فاس".

التظاهرة، التي تأسّت عام 1994، شهدت خلافات بين القائمين عليها خلال 2020 أفضت إلى انقسامها؛ حيث أعلنت "جمعية فاس سايس" عن انعقاد مهرجان يحمل الاسم ذاته سنة 2021، بينما قامت "روح فاس" بتأجيل المهرجان للسنة الثانية على التوالي، لتعاود تنظيمه عام 2022.

ورغم أنّ العديد من المتابعين شكّكوا بإمكانية استمرار المهرجان، إلّا أنّ دورته السابعة والعشرين ستنطلق عند التاسعة من مساء الجمعة، الخامس عشر من الشهر الجاري، في مدينة فاس (200 كلم شرق الرباط)، وتتواصل حتى الثالث والعشرين منه، تحت شعار "شوقاً لروح الأندلس".

لكن يبدو أن مزالق من نوع آخر تواجه المهرجان بعد الإعلان عن برنامج الدورة الحالية، في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني، يشير إلى مشاركة فنانين من أوزبكستان والهند والولايات المتحدة وإيطاليا وبلغاريا وتونس وتركيا ومصر وإيرلندا، بالإضافة إلى الكيان الصهيوني.

وبحسب كلمة افتتاحية لرئيس "مؤسَّسة روح فاس"، عبد الرفيع زويتن، فإنّ التطبيع يأتي في سياق استعادة "التعايش السلمي بين الإسلام واليهودية والنصرانية، الذي ساهم في خلق مجتمع يتّسم بالدينامية والتنوّع في الأندلس خلال الفترة الشهيرة باسم 'العصر الذهبي'".

يشارك فنّانون من أوزبكستان والهند وإيطاليا وبلغاريا وتونس وتركيا ومصر إيرلندا والكيان الصهيوني

المهرجان، الذي تحلّ فيه إسبانيا ضيف شرف هذا العام، يحتفي، حسب زويتن، بـ"العيش المشترك والحوار والتسامح"؛ هذا التعايش الذي يقول زويتن إلى إنّ "المشاركين سيعبّرون عنه من خلال عروضهم التي تحضّ على هذا البعد".

لا يتضمّن البرنامج، الذي نُشر كاملاً على موقع المهرجان، اسم أيّ فنّان أو فرقة من "إسرائيل"، لكنّه يضمّ حفلين لفرقة "جانيت وجاك عصام" من إسطنبول، والتي تقدّم نفسها بالإشارة إلى أنّ جميع ألبوماتها تُركّز على تراث يهود السفارديم الذي ينتمي إليه جاك، حيث تعود جذوره إلى "الشعب اليهودي الأندلسي".

يشمل البرنامج أيضاً أربع حفلات تحمل عنوان "ليلة صوفية" دون أن يُذكر أسماء المشاركين فيها أو جنسياتهم، كما تشارك في الدورة المغنّية السورية نيسم جلال، والفنّان البلغاري نيديالكو نيديالكوف كارتيت، وخديجة العفريت ووليد بن سليم من تونس، إلى جانب "الأوركسترا الاوروبية للموسيقيّين الشباب".

المساهمون