تأخّر انتشار الراب في المغرب حتى نهاية التسعينيات بسبب سطوة أنماط موسيقية أُخرى، وارتبطت بداياته بانتقاد السلطة وتقديم آراء جريئة تُجاه الأزمات الاجتماعية والسياسية، مثل حال بقية البلدان العربية، قبل أن تتراجع مضامين ما يقدّمه الرابرز، لاحقاً، وشكل موسيقاهم أيضاً.
غابت النبرة الراديكالية في السنوات الأخيرة مع احتواء المؤسسة الرسمية العديد من فنّاني الراب، ومشاركتهم في المهرجانات والتظاهرات الموسيقية، حيث تحوّلت الأغاني في الغالب لتعبّر عن مَشاعر ذاتية، يجري توليفها مع قوالب موسيقية غربية إلكترونية.
للسنة الثانية على التوالي، انطلق مهرجان "راب أفريكا"، مساء الجمعة الماضي، في الرباط، والذي تتواصل فعالياته حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من وزارة الشباب والثقافة، بمشاركة أكثر من عشرين فناناً.
يُقام عند التاسعة من مساء اليوم الإثنين حفل للفنّانَين مهدي فاضيلي الذي يتناول في مقطوعاته مسائل تتعلّق بصعوبات الزواج في المجتمع المغربي حالياً، وما يُواجهه الشباب من مشكلات عاطفية ونفسية، ونعمان بلعياشي الذي يؤدّي أغاني تتنوّع مواضيعها الاجتماعية والاقتصادية والرياضية.
كما يُشارك في المهرجان فنانون يقدّمون أشكالاً موسيقية أُخرى مثل نجاة إعتابو، التي بدأت الغناء في ثمانينيات القرن الماضي، واتَّجهت نحو القوالب الشعبية بشكل أساسي، لكنها ساهمت في كتابة العديد من الأغنيات التي تحمل أفكاراً تنحاز لمواقف الحركة النسوية في المغرب.
ويحضر عبد الحفيظ الدوزي، أحد أبرز الأصوات في موسيقى الراي في العقدَين الأخيرَين، والذي أصدر ألبومات عدّة منها: "ماني زعلان"، و"سلطانة"، و"100% دوزي"، و"حياتي"، وسعيدة شرف التي تنتمي أغانيها إلى الثقافة الصحراوية مثل "إجبو إكولو"، و"العرس في دارنا"، و"سكي زين"، وغيرها.
وكانت قد افتتحت الدورة الحالية كلٌّ من سلمى رشيد التي تؤدّي العديد من الأغاني الطربية، وتتقن العزف على عدد من الآلات الوترية، كما قدّمت العديد من المقطوعات الخاصة بها مثل "اعيدو لي"، و"المغربي"، و"قد المطر"، و"اش جا يدير"، وشيماء جاهد بأغانيها التي تنتمي إلى البوب.
من أبرز فناني الراب المشاركين في المهرجان: البنج، وحاتم عمور، ومهدي مزيان، وزكريا بناجي، واللورد مهدي، والبتول المرواني، وآخرين.