في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، أعلن منظّمو "مهرجان الفيلم الفلسطيني" في أستراليا عن تأجيله، كشكل من أشكال الحداد على الشهداء والضحايا في غزّة، وكذلك تجنّباً لردود الفعل التي انتشرت حول العالم في بداية العدوان، متأثّرة بالرواية الصهيونية للحدث.
لكن مع مرور الوقت واستمرار جرائم الإبادة الممنهجة، أصبحت الأجواء مهيّأة لتقديم صورة شاملة عن الواقع، والتعرّف أكثر من قبل الجمهور الغربي على تاريخ فلسطين وراهنها، و"يمكن للفن والسينما أن يكونا جيّدين جدّاً في توفير ذلك"، بحسب المنظّمين.
عند الثامنة من مساء الخميس المقبل، تنطلق فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان، والتي تتضمّن أفلاماً وثائقية طويلة وقصيرة، وتتواصل لأحد عشر يوماً، تتوزّع عروضها على المدن الأسترالية: سيدني وكانبيرا وبريسبان وأديلايد وهوبارت وملبورن وبيرث.
تدور أحداث الأفلام المعروضة داخل فلسطين وكذلك في مجتمعات اللجوء الفلسطينية في الخارج، وفق تصريحات سابقة لرئيس المهرجان ناصر شختور، والذي أوضح أنّ السبب وراء الاصرار على تقديم هذه الفعالية السينمائية في الوقت الذي يرزح فيه سكّان غزّة تحت وطأة الإبادة بأنّ "المهرجان ليس ترفيهياً، بل هو احتفاء بصمود الفلسطينيّين وتمسّكهم بالحياة، وفرصة لأن يسمع الأستراليون الرواية الفلسطينية بلسان أصحابها".
يُعرض في التاسع من الشهر المقبل، فيلم "بيت في القدس" (2023) لمؤيد عليان، والذي تدور أحداثه حول الطفلة ريبيكا التي تعاني مأزقاً نفسياً خطراً بإنكار وفاة والدتها في حادث سيارة، رغم أنّها كانت موجودة معها لحظة الحادث، فيقرّر والدها، اليهود البريطاني، الانتقال من إنكلترا إلى القدس لتكون تلك البداية الجديدة بادرة شفاء لابنته من ماضيها المؤلم، لكن عند استقرارهما في منزل قديم في القدس الغربية، تُصادف ريبيكا شبح الطفلة رشا، وهي فتاة فلسطينية في مثل عُمرها، كانت قد انفصلت عن عائلتها عام 1948.
كما يُعرض فيلم "لماذا المقاومة" (1971) للمخرج اللبناني الراحل كريستيان غازي (1934 - 2013)، ويشتمل على لقاءات بالإنكليزية مع كُتّاب وشخصيّات أدبية وفكرية وسياسية عديدة، برزت خلال عقدَي سيتينيّات وسبعينيّات القرن الماضي على صعيد الثورة الفلسطينية، مثل غسان كنفاني وأنطوان زحلان وصادق جلال العظم وأوغيت كالان وأحمد خليفة ونادية حجاب، حول ضرورة المقاومة.
إلى جانب عرض أفلام "ويك إند في غزة" (2022) لباسل خليل، و"باي باي طبريا" (2023) للينا سويلم، و"علم" (2022) لفراس خوري، و"بيت لحم 2001" (2021) لإبراهيم حنضل، و"نادي غزّة لركوب الأمواج" (2017) لفيليب جنات وميكي يمين، و"12 سريراً" (2022) لرينيه متري، و"اللد" لرامي يونس وسارة إيما فريدلاند، و"حرية الغد" (2022) لجورجيا وصوفيا سكوت، و"حديقة الحيوان" (2023) لطارق الريماوي.