"مهرجان الأردن المسرحي": تكريس العزلة عن الجمهور

02 نوفمبر 2022
(من مسرحية "خلاف" للمخرج العراقي مهند هادي)
+ الخط -

مع دخوله عامه الثاني والثلاثين، لا يزال "مهرجان الأردن المسرحي" يختزل الفن الرابع في البلاد بتظاهرات موسمية معزولة عن الجماهير، بدلاً من تأسيس مسرح دائم (ريبرتوار) وفرقٍ وطنية تتنافس في ما بينها، طوال العام، من أجل انتخاب أفضل العروض التي تذهب إلى المهرجانات، سواء المحلية أو العربية، لتقييمها من قبل النقّاد وحصول تفاعل بين المسرحيين أنفسهم.

تعزف وزارة الثقافة، التي تنظّم المهرجان، عن إجراء مراجعة جدّية، حيث تُقام نسخته التاسعة والعشرون، التي تنطلق عند السادسة من مساء الأحد المقبل في "المركز الثقافي الملكي" بعمّان وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، على منوال السنوات السابقة.

على مدار تسعة أيام، يلتقي عدد من المسرحيين لتقديم عروضهم لنخبة محدودة في مناخ يغلب عليه تبادل المجاملات، خاصة في الندوات التي تقام تعقيباً على الأعمال المشاركة مع استثناءات قليلة، ورغم وجود اعتراضات على سياسة الترضيات المتّبعة في الوزارة، والتي تفرض اختصار تكلفة الإنتاج وتقديم أعمال بعناصر مفقودة وضعف في التمثيل، إلا أن أصحاب هذه الاعتراضات نادراً ما يذهبون إلى احتجاج قد يقود إلى تغيير المشهد.

اللجنة العليا للمهرجانات المسرحية لعام 2022 اختارت عشرة أعمال، هي: "كافي" للمخرج السعودي سامي صالح الزاهراني، و"خلاف" للعراقي مهند هادي، و"بيرندا" للمغربي أحمد أمين ساهل، و"الطابور السادس" للكويتي علي البلوشي، و"ليلة القتلة" للمصري صبحي يوسف، و"أهنا والهية" للجزائري فخر الدين لونيس.

ومن الأردن تشارك مسرحيات: "طبلة" من إخراج هشام سويدان، و"تخريف ثنائي" من إخراج وفاء رمضان، و"الطوافة" من إخراج شفاء الجراح، و"فاصل زمني" من إخراج محمود الزغول، و"مشاهد" من نتاج ورشة "خصوصية الشكل والمضمون واللغة في مسرح الطفل" في "المركز الوطني للثقافة والفنون".

يكرم المنظّمون عدداً من الفنانين الأردنيين؛ وهم، قمر الصفدي (1948) التي بدأت العمل في المسرح والدراما التلفزيونية منذ نهاية الستينيات، ويوسف الجمل (1950) الذي عمل في الإخراج المسرحي منذ نهاية السبعينيات، وزهير النوباني (1951) الذي قدّم العديد من الأدوار البارزة في المسرح الأردني، كما شارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية الأردنية والعربية، ونبيل نجم (1951) الذي انخرط في المسرح بعد تخرجه من "أكاديمية الفنون" بالقاهرة عام 1980.

يُذكر أن "مهرجان الأردن المسرحي" قد عقدت دورته الأولى عام 1991، وأخذ صبغته العربية منذ دورته التاسعة عام 2001، بحيث أصبحت العروض العربية المشاركة تدخل ضمن المسابقة الرسمية على جوائز المهرجان، وتقام على هامشه عروض مسرحية موازية وندوة فكرية رئيسية وندوات نقدية لكل العروض المسرحية المشاركة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون