- الرأسمالية تُسبب الضرر للشعوب من خلال الحروب وتقليل متوسط العمر، مع وجود فجوة كبيرة بين متوسط عمر الغربيين وسكان الدول الأخرى.
- النص يُعبر عن الإحباط من الذين لا يزالون يرون الرأسمالية بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أن هذا النظام يُعاني من نقص شديد في الإنسانية والأخلاق.
النظام الرأسمالي لا يحبُّ الآخرين. وليتَه لا يحبّهم فقط، بل يحرص على قتلهم كلّما تتطلّب مصلحتُه ذلك. الرأسماليّون غير شكل عن كلّ الناس. لا يُفكّرون مثلما يُفكّر الناس. لا يشعرون مثلما يشعر الناس. لا يتحدّثون مثلما يتحدّث الناس. لا يحلمون بلقمة وهِدمة وسقف، مثلما يحلُم الناس. العالَم بالنسبة لهُم موردُ سرقة واسترزاق. الآخرون عندهم غير مرئيِّين. كلُّ ما هو سواهم بالنسبة لهُم لا يعني شيئاً خلا موضوع السيطرة عليه واستحلابه.
الرأسمالية قتلت الناس بالحروب. الناجون من حروبها قتلتهم بتخفيض متوسّط العُمر. لديها شبكة أين منها الأخطبوط، تُطبق عليهم وتتحكّم فيما يأكلون ويتنفّسون ويعملون ويتداوون، والنتيجة هي الذهاب مُبكّراً إلى الموت. أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية بجزئيها أكبر دليل على ذلك. مستقبل المواطن الغربي أن يعيش مئة سنة. الشرقيُّ له نصف هذه المدّة، التي يوماً بعد يوم، سوف تنزل. ربّما يأتي يومٌ ويعيش من هُم خارج ضفّتي الأطلسي، ثلاثين سنة فقط. ليس هذا على الرأسمالية النهّاشة بكثير أو بعيد.
من يُحسنون ـ ما زالوا ـ الظنّ بها، متأثّرين بفنونها وثقافاتها، هُم على باب الله، والله. ومع أنّي أحبّ كلّ من هُم على باب الله، إلّا أن هؤلاء والله صاروا يزعجونني أحياناً، يا أخي.
* شاعر فلسطيني مُقيم في بلجيكا