مسرح ترايسيكل البريطاني: لا لرعايات إسرائيل

07 اغسطس 2014
+ الخط -

تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن مسرح "ترايسيكل" في منطقة كلبورن، شمال لندن، إلغاء استضافته لـ"مهرجان الفيلم اليهودي"، الذي كان من المقرر عقده في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل برعاية "السفارة الإسرائيلية" في لندن.

وكانت إندهو روباسينجهام، المديرة الفنية للمسرح، قد عبرت لإدارة المهرجان عن رفض استضافة مهرجان ممول من "السفارة الإسرائيلية"، وعرضت تمويل المهرجان من أحد مصادر دعم المسرح؛ وهو ما اعتبرته إدارة المهرجان "أمراً غير مقبول"، وردَّت عليه بسحب عرض الأفلام من الترايسكل إلى مكانٍ آخر.

وسرعان ما جرى تحويل الأمر إلى موقف من اليهود عوضاً عن وضعه في سياقه الصحيح كموقف أخلاقي من نظام استعماري يرتكب جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني. فراح ستيفن مارجوليس، مدير مهرجان الفيلم اليهودي، يخلط في الأمر ويتجاهل الأبعاد الأخلاقية في قرار المسرح البريطاني: "تتمتع الطائفة اليهودية عموماً بعلاقة جيدة مع مسرح ترايسيكل، ومن المحزن أن نرى إدارة المسرح تحاول تسييس هذا المهرجان من خلال وضع مطالب غير مقبولة كتلك".

أما إدارة المسرح فقد تمسكت بموقفها وإن استعملت لهجة دبلوماسية مفرطة في محاولة لصد الهجوم عليها: "لقد استضفنا المهرجان على مدى ثماني سنوات، ونأمل أن نجد طريقاً لاستضافته مجدداً في المستقبل، لكننا مع ذلك ملتزمون بالتعاون الثقافي مع دول تلتزم الحياد السياسي، وفي ظل الصراع الحالي بين غزة وإسرائيل، نعتقد أنه لا ينبغي قبول تمويل من أي من طرفي الصراع. لذا، طلبنا من المهرجان إعادة النظر في تلقي دعم السفارة الإسرائيلية، وعرضنا تقديم دعم بديل من مواردنا الخاصة".

الخلط المستمر بين إسرائيل ككيان استعماري وبين اليهود في العالم هو جزء من سياسة الدفاع الإسرائيلية. نسمع الممثلة اليهودية مورين ليبمان التي تدعم المهرجان، تعلّق: "ترايسيكل قرر معاقبة اليهود في الشتات بسبب وجهة نظر واحدة بخصوص الصراع في الشرق الأوسط؛ وهو أمر غير مقبول". لكن ليبمان مثل كثيرين غيرها لا يريدون الإقرار بالأدوار السياسية التي تلعبها فعاليات يهودية لصالح سياسات إسرائيل وتغطية جرائمها. 

اللافت أن المملكة المتحدة التي تعد واحدة من بين أكثر دول العالم دعماً لإسرائيل على المستويات الحكومية والإعلامية والاقتصادية، تشهد تغيراً في المزاج العام تجاه سياساتها خاصةً بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة؛ إذ تأتي أنباء إلغاء استضافة المهرجان بعد أسابيع قليلة من نجاح النشطاء في "حملة مقاطعة إسرائيل" بإغلاق مقرّين لشركة "صوداستريم" الإسرائيلية، ومنع بيع منتجاتها في المملكة؛ ما يشكَّل مؤشراً قوياً على تقدّم المقاطعة الثقافية كسلاحٍ فعال يعوّض عن غياب فعالية المقاطعة السياسية والاقتصادية.

المساهمون