مرزاق بقطاش.. في استذكار صاحب "دم الغزال"

12 فبراير 2021
(مرزاق بقطاش)
+ الخط -

توزَّع اشتغال الكاتب الجزائري مرزاق بقطاش، الذي رحل مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي بين القصّة القصيرة والرواية والترجمة؛ فبقطاش الذي بدأ تجربته الكتابية صحافياً في وكالة الأنباء الجزائرية ثمّ في عددٍ من الصحف بالعربية والفرنسية، ترك قرابة خمسة عشر عملاً أدبياً منذ سنة 1976؛ تاريخ صدور أولى رواياته "طيور في الظهيرة" وحتى عام 2017؛ تاريخ صدور كتابٍ سيَري له بعنوان "المطر يكتب سيرته".

مِن بين الأعمال التي صدرت له في غضون تلك السنوات: "جراد البحر" (1978)، و"البزاة" (1986)، و"عزّوز الكابران" (1990)، و"خويا دحمان" (2000)، و"دم الغزال" (2007)، و"رقصة في الهواء الطلق" (2011).

خلال الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات، عُيّن بقطاش (1945 - 2021) عضواً في المجلس الوطني الاستشاري الذي أسّسه الرئيس الجزائري الراحل محمّد بوضياف. وكانت مساندتُه للرئيس الذي اغتيل عام 1992 سبباً في تعرُّضه لمحاولة اغتيال عام 1993.

في ندوةٍ أقامتها "جمعية الكلمة" أول أمس الأربعاء في "المكتبة الوطنية" بالجزائر العاصمة، لمناسبة مرور أربعين عاماً على رحيله، قدًَّم عددٌ من الكتّاب الجزائريّين شهادات عن الكاتب الراحل؛ مِن بينهم الروائيُّ جيلالي خلّاص الذي جمعته صداقةٌ طويلة مع صاحب "أغنية الموت والبعث" (1993).

تحدّث خلّاص عن علاقة بقطاش بالبحر الذي كان حاضراً في معظم أعماله؛ حيث جعل من هوسه بالبحر تخصُّصاً في الكتابة، وفق تعبيره، مضيفاً أنًّ جذور هذه العلاقة الاستثنائية تعود إلى طفولة الكاتب الراحل الذي كان والده صياداً، وبأنَّ البحر مثّل لديه شكلاً رمزياً لحب الوطن ومقاومة المستعمِر.

مِن جهتها، تحدّثت الروائية زهور ونيسي عن تمكُّن بقطاش من اللغتَين العربية والفرنسية إلى جانب لغات أُخرى، مشيرةً إلى أنه تعلَّم العربية على أيدي أساتذة أكفاء في المدارس الحرّة بمسقط رأسه؛ الجزائر العاصمة.

وروى الصحافي خليفة بن قارة جانباً من ذكرياته مع صاحب "الرطب واليابس" (1979) في الصحافة؛ حيث جمعهما العمل في عدّة مؤسّسات صحافية مثل "مجلس الإعلام" الذي انتُخبا فيه خلال التسعينيات، مُعتبراً أنَّ حضوره فيه كان "علامة مميّزة".

أمّا الفنان التشكيلي الطاهر ومان، الذي صمّم عدداً من أغلفة كتب مرزاق بقطاش وعمل معه في مجلّة "آمال"، فأشار إلى أنَّ الكاتب الراحل كانت له دراية عميقة بالفن التشكيلي ومدارسه المختلفة، مضيفاً: "كان يناقشني في أدقّ تفاصيل أغلفة رواياته التي قٌمت بتصميمها".

المساهمون