محمد شجاع الأسد.. عمارة المسجد في تطوّرها التاريخي

16 فبراير 2021
(مسجد "بيت الرؤوف" في العاصمة البنغلاديشية الحائز تصميمه على جائزة الآغا خان)
+ الخط -

يتبنى باحثون ومعماريون فرضية تتمثل بتجديد تصميم المساجد في العصر الراهن، فكما نجحت العمارة التقليدية في خلق رموز خاطبت الناس في عصور سابقة، من خلال الاستناد إلى عناصر في البيئة المحلية والاستفادة أيضاً من هندسة الحضارات القديمة، فإنه يمكن اليوم ابتكار لغة وهوية معاصرتين تخاطب المسلم.

"عمارة المسجد: جذور تاريخية وتأثيرات حديثة" عنوان المساق الدراسي الافتراضي الذي انطلق أول أمس الأحد ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل، ويقدّمه المعمار والمختص بالتخطيط محمد شجاع الأسد، بتنظيم من منصّة "إدراك" في عمّان، وستكون محاضرات المساق باللغة الإنكليزية مرفقة بترجمة عربية.

يعرض المساق نماذج لأكثر من ثلاثين مسجداً تمتدّ من شرق آسيا إلى غرب أفريقيا

يشير تعريف المنظّمين إلى أن المساق سيركّز على "عمارة المسجد المعاصر"، ولكن بما أن المسجد تم تحديد خصائصه من خلال تطوره التاريخي، فإنه سيُوفر أيضاً "لمحة عامة عن تطور المسجد التاريخي عبر الألفية الممتدة من ولادة الإسلام في أوائل القرن السابع وحتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي"، وقد تم تطويره للمعماريين وطلاب العمارة والمهتمّين بالعمارة إجمالاً.

كما سيتبع ذلك تلخيص لـ "مساجد تعود للفترة الحديثة المبكرة شُيّدت بين أواسط القرن الثامن عشر وأوائل القرن العشرين. تبيّن هذه المساجد ظهور تأثيرات معمارية أوروبية/ غربية"، بحسب التعريف ذاته الذي يوضّح أنه سيتم استعراض "محاولات أوّلية تعود إلى عقد الخمسينيات من القرن الماضي هَدَفَت إلى تصميم مساجد أكثر ترسّخاً في الممارسات المعمارية المعاصرة بدلاً من تعريفها من خلال النماذج التاريخية".

الصورة
(ملصق المساق الدراسي)
(ملصق المساق الدراسي)

يضيء الأسد، الذي عمل باحثاً لما بعد الدكتوراه في كل من "جامعة هارفارد" ومعهد الدراسات المتقدمة في برنستون، على المساجد المُصممة منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي التي حصلت على "جائزة الآغا خان للعمارة"، بالإضافة إلى عدد من المساجد التي وصلت إلى القائمة النهائية في عملية الترشيح للجائزة.

ويعرض صاحب كتاب "العمارة المعاصرة والعمران في الشرق الأوسط" (2012) نماذج لأكثر من ثلاثين مسجداً شيّدت عبر امتداد جغرافي واسع يضم شرق آسيا وشبه القارة الهندية وإيران وتركيا والعالم العربي وأوروبا وغرب أفريقيا. 

ويدرس الطلبة المشاركون مسجد الأربعة إيوانات، وأمثلة له من إيران ومصر تعود إلى الفترة الممتدة بين القرن الثاني عشر والقرن السابع عشر الميلادي، وكذلك مسجد القبة المركزية، وبالأخص الجوامع السلطانية العثمانية التي تعود إلى القرن السادس عشر.

يُذكر أن محمد شجاع الأسد دَرَس العمارة في "جامعة إلينوي" وتاريخ العمارة في "جامعة هارفارد"، وعمل مدرّساً في عدد من الجامعات الأميركية والأردنية، وشارك في تحرير عدد من المؤلّفات مثل "أماكن العمل: تحول أماكن الإنتاج: المباني الصناعية في العالم الإسلامي" (2010)، و"تشكيل المدن: النماذج الناشئة لممارسة التخطيط" (2016).

المساهمون