محمد الموجي: نقطة وسط في مثلث اللحن والنص والصوت

16 فبراير 2021
محمد الموجي
+ الخط -

بفضل تلحينه لأغانٍ أدّاها فنّانون مثل أمّ كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية ووردة، بقي ذِكْر الموسيقار المصري محمد الموجي موصولاً، لكنّ شهرة هؤلاء الفنانين أخفت الكثير من طرافة تجربته، حتّى أنّ كلّ استعادة له تمرّ عبر أعمال هؤلاء النجوم في الغالب.

تكتفي الاستعادات عادةً بمجموعة أعماله الشهيرة، ومن ذلك يُقام يوم الخميس المقبل، في "مسرح الجمهورية" في القاهرة حفلٌ موسيقي يستعيد مجموعة من أعمال الموجي (1923 - 1995)، يؤدّي فيه أغانيه كلّ من محيي صلاح، وآية عبد الله، وريم حمدي، ومحمد حسن. مقابل هذا النوع من الاستعادات، نقف على صمتٍ حول تجربة الموجي تحليليّاً وبحثياً.

تظلّ أغنية "صافيني مرة" اللحظة الحاسمة في مشوار الموجي، فقد كانت منعطفاً لجيله الذي أتى الساحةَ الفنية في لحظة بدا أنه لا مكان لفعلِ أحسنَ ممّا كان، مع سيطرة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش على ميولات الجمهور. لكنّ الأغنية التي أدّاها عبد الحليم حافظ أثبتت أن روحاً جديدة يمكن أن تتدفّق في دماء الأغنية العربية.

من حسن الحظ أن تلك اللحظة - في بداية الخمسينيات - قد التقت بما عُرف بثورة الضبّاط الأحرار، فوجدت دعماً سياسياً دافعَ عن التجديد وحماية الجيل الصاعد باعتباره جيل الثورة التي تريد القطع مع القديم، من السياسة إلى الفن.

استمرّ ظهور أعمال الموجي مع عبد الحليم أساساً، فأنجزا معاً أكثر من خمسين أغنية من أبرزها: "اسبقني يا قلبي"، و"حبّك نار"، و"كامل الأوصاف"، و"أحضان الحبايب". وكانت له تجربة لافتة في تلحين شعر الفصحى الحديث في ثلاثة أعمال هي: "قارئة الفنجان" و"رسالة من تحت الماء" لـ نزار قباني، و"حبيبها" لـ مأمون الشناوي.

في ذروة نجاحاته مع عبد الحليم، اختار الموجي أن يتحدّى صوت أم كلثوم فقدّم لها "للصبر حدود" و"اسأل روحك"، و"حانة الأقدار"، و"أوقدوا الشموس" وأثبت بذلك تمكّنه من توظيف أصوات الفنانين، ناهيك عن فهمه العميق للنصوص التي يشتغل عليها.

المساهمون