في الثامن من أيار/ مايو 1945، واجهت شرطةُ الاحتلال الفرنسي مظاهراتٍ سلميةً مطالبةً بالاستقلال في مدن سطيف والمسيلة وقالمة وخراطة وسوق أهراس، شرق الجزائر، بقمع سرعان ما تطوَّر ليُصبح واحدةً من أكبر الجرائم ضدّ الإنسانية في التاريخ الحديث؛ إذ راح ضحيّةَ المجازر، التي استمرّت لأيّام، أكثرُ من خمسة وأربعين ألف قتيل جزائري، بحسب الأرقام الرسمية الجزائرية.
تستعيد مؤسّسَات ثقافيةٌ جزائرية الذكرى السابعة والسبعين لتلك الأحداث - التي كانَ من نتائجها الاقتناع بضرورة الانتقال إلى النضال المسلَّح بعدم أن ثبت عدم جدوى النضال السياسي، وثمَّ التسريع في إطلاق الثورة التحريرية (الأوّل من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954) - من خلال برنامجٍ ثقافي يتوزّع بين عروض سينمائية ومعارض توثيقية وندوات تاريخية.
في هذا السياق، يُعرض، مساء الأربعاء المقبل، في "أوبرا الجزائر" بالجزائر العاصمة، بتنظيم من "المركز الجزائري لتطوير السينما"، فيلم "هيليوبوليس" (2021) للمخرج جعفر قاسم، وهو عملٌ روائيٌّ طويل يعود إلى الظروف التي عاشها الجزائريّون قُبيل مجازر 1954، من خلال قصّةٍ تدور أحداثها في بلدة هيليوبوليس (ولاية قالمة) عام 1940؛ حيثُ يصطدم أحدُ ملّاك الأراضي ممّن يتبنّون الأفكار الإدماجية (إدماج الجزائر مع فرنسا) مع ابنه، الطالب الشاب الذي يُنادي باستقلال الجزائر.
وتحت شعار "08 ماي شعب ضحّى ذاكرة لا تُنسى"، تُنظّم "مؤسّسة فنون وثقافة" في العاصمة أيضاً تظاهرةً انطلقت اليوم وتستمرّ حتى العاشر من الشهر الجاري، وتتضمّن سلسلةً من النشاطات من بينها معرضٌ توثيقي يضمُّ عدداً الصور والوثائق الأرشيفية، إلى جانب محاضرة من تقديم الباحث في التاريخ منتصر أُوبترون.