.. اضربْ، فإنَّ الأرضَ لكْ
مهما ذوت، أو عُبْرِنَت
مهما العدوُّ لها مَلَك
الجذْرُ لك
والأفْقُ لك
هلّا رأيت السالكين، ومَن ورائهمُ سَلَك
كم خلّفوا حسرات جيلٍ
بعد جيلٍ، أنْ تولّاهم ضَنَك
يا ندهة الدوريّ فوق الغصنِ
كرمى الأمهات ودمعهنّ يضيءُ
أغوارَ الحَلَك
اضرب عدواً يزدريكَ
لكم أهال عليكَ سُخْرَا
اُسلك طريقك، لا طريقَ
سوى الرصاصِ،
ولا تبالِ من تخلّفَ أو هَلَك
اثأر لنكبةِ والدِيكَ
يُدر إليكَ الفُلْكُ صَدْرا
اثأر لأجيالٍ قضت في الذلِّ، تشكو،
لا سميعَ
ولا مجيبَ،
كأنّ شكواها هباءٌ
طارَ بين الناس دَهْرا
اضرب، فإنّا اليوم
كم نشتاقُ قافيةً مدويّةً، ونصرا
اضرب، ولا تهتم
شعبٌ تعمّدَ، مُجبراً، في الدّم
شعبٌ، وليس أمامهُ
إلّا يحوّل صدرَه العُريانَ، نافذةً
وأجنحةً
وقنبلةً
قد تفتح السدَّ الطويلَ، تقيك
عُثْرا
أو تقيك من الحقير
[ نوائب الناتو
ووحشِ البيضِ]، خُسْرا
ما يخسر الوطنيُّ غير مذلّةٍ
طالته عُمْرا
يا أنت يا نسغ الحياة
توهّجت، فأطلَّ من نفقٍ
لينشُر في ذرى الظلماتِ
فجرا
وأَعِد بلاداً
في البلاد عروسةً
كيما تكون لكلّ محتاجٍ، ملاذاً
أو تكون إلى جميع الخلْق
ذُخْرَا
اضرب ولا تهتم
كل حياتنا في الريح
نهب الريح
وكم بلوناها
على أحلامنا، عُسْرا
اضرب، لأنتَ يَدُ الجميعِ
الآنَ،
تحت سقوفهم، موتٌ
وفي ناجيهم، أملٌ
أنّا سنلقى، مثل زهر القادمين
العيشَ يُسرا
أولادنا يمضون نحو العلْم
والعمرانِ، بنّائينَ، لا أشلاءَ
في الطرقات،
لا أطعمةً إلى الكاميرات
أو يشكون كَسْرا
اضرب، يداكَ الرمزُ والراية
يا أنت يا عنوانها، الغاية
واكتب بما أبدعت، لا عُتبى
لنا، في الصبرِ
إن بكى القلبُ الكسيرُ،
فليس الآن: لا عُذرا
أنت الربيع
وكل عزمٍ فيك
مفتاحُ المدى، حبرُ الرواية
اللهمّ يا جبّار، كُن معَهُ
ولا تخذلْهُ، إن خانَ القريبُ
وأمعَنَ البُعداءُ، تهديداً وغَدْرا
* شاعر من فلسطين