"متحف قصر طوكيو": انقسام فنّي حول فلسطين

14 مايو 2024
معرض "ذِكرٌ قلق" في "قصر طوكيو" بباريس
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكثر من 200 شخصية فرنسية بارزة في الفن التشكيلي توقع رسالة دعم لمتحف "قصر طوكيو" بعد سحب تمويل بسبب عرض يدعو لتحرير فلسطين، مؤكدين على أهمية الحرية المؤسسية والثقافية في فرنسا.
- المعرض "ذِكر قلق" يستكشف تاريخ التضامن الفني مع القضايا الدولية من الستينيات للثمانينيات، مركزًا على النضال الفلسطيني ومعارضة الإمبريالية والدكتاتوريات.
- الموقعون على الرسالة ينتقدون استخدام "محكمة شعبية" عبر وسائل التواصل للتحريض ضد المعرض، مشددين على ضرورة حماية حرية التعبير والأماكن الفنية كملاذات ضد الرقابة والنبذ.

وقّعت أكثر من مئتي شخصية فرنسية فاعلة في الفن التشكيلي رسالة مفتوحة لدعم متحف "قصر طوكيو" بباريس، بعد أن سحب دعم للمتحف من أحد الممولين بسبب عرض المتحف عملاً فنياً في أحد معارضه يدعو إلى تحرير فلسطين.

الرسالة التي وقّع عليها فنانون ونقّاد وقيّمون ومديرو متاحف وصالات عرض، أشارت إلى أنَّ سحب التمويل يشكّل تهديداً محتملاً لـ"الحرية المؤسسية" في فرنسا، وأنّه "مثل الفن والفنانين، يجب أن تظلّ مؤسساتنا الثقافية حرّة، وإلّا فإنّها تواجه خطر الاختفاء".

ورغم أنَّ ساندرا هيجيدوس، وهي أحد رعاة "قصر طوكيو" منذ نحو خمسة عشر عاماً، والمعروفة بتأييدها لـ"إسرائيل" والدوائر الصهيونية الفرنسية، لم تشر إلى سبب إيقاف دعمها، إلّا أنَّ الجدل يتعلّق بمعرض "ذِكرٌ قلق" الذي افتتح في السادس عشر من شباط/ فبراير الماضي، ويتواصل حتى نهاية الشهر المقبل.

الجدل يتعلّق بمعرض "ذِكرٌ قلق" الذي يتوصل حتى نهاية الشهر المقبل

والمعرض وثائقي وأرشيفي يتتبّع تاريخ المشاركة السياسية وتضامن الفنانين داخل الحركة الدولية المناهضة للإمبريالية من الستينيات وحتى الثمانينيات، وهو يتمحور حول بحوث أُجريَت عن "المعرض التشكيلي العالمي من أجل فلسطين" الذي افتُتِح في ربيع 1978، للباحثتين كريستين خوري ورشا سلطي.

وترتبط الأعمال المعروضة بمحطّات وأحداث مفصلية، كمعارضة لحرب فيتنام، ورفض دكتاتورية بينوشيه ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ودعم النضال الفلسطيني، وتضيء على الأفكار التي راودت الفنّانين في نضالاتهم ضد الدكتاتورية والاحتلال وهيمنة الرأسمالية على العالم.

ووقّع حتى اللحظة حوالى مئتي شخص على رسالة تأييد "قصر طوكيو"، منهم كريس ديركون، المدير الإداري لـ"مؤسسة كارتييه للفن المعاصر"، وإيما لافين، المديرة العامة لـ"مجموعة بينو"، والفنانة كاميل هنرو. مانويل سيجادي، مديرة "متحف الملكة صوفيا" في مدريد، وغيرهم.

ورأى الموقعون أنَّ التحريض على المعرض يتمّ باستخدام "محكمة شعبية" على وسائط التواصل الاجتماعي، وهو يشكّل خطراً على عالم الفن، ويجب الدفاع عن حرية التعبير في الأوقات العصيبة بكل الوسائل، والأماكن الفنية هي ملاذات يجب حمايتها. وأشاروا أيضاً إلى أنَّ التزام الصمت تشجيع للنبذ والرقابة الذاتية.

ويشتمل معرض "ذِكر قلقٌ" على أعمال أتت في سياق ظهور حركات اليسار المناوئة لأنظمة منحازة للولايات المتحدة آنذاك، بالإضافة إلى عدائها لـ"إسرائيل"، وهو ما تذرّع معارضو المعرض بأنه يُعَدّ تأييداً للعنف، بينما هي على أرض الوقع تعبير عن مقاومة ضد الاحتلال.
 

المساهمون