ليلى فرسخ.. مراجعة نقدية لمشروع الدولة الفلسطينية

19 فبراير 2024
ليلى فرسخ
+ الخط -

حلّت الباحثة الفلسطينية في الاقتصاد السياسي ليلى فرسخ (1967)، قبل أيّام، ضيفةً على "بودكاست غين"، المُتخصّص بالإنسانيّات والعلوم الاجتماعية، حيث ناقشت مع المُحاوِر أحمد بن خنين، جوانب من كتابها "إعادة النظر في مفهوم الدولة في فلسطين: تقرير المصير وإنهاء الاستعمار بعد التقسيم" (صدر بالإنكليزية عن "منشورات جامعة كاليفورنيا" عام 2021)، الذي يتضمّن مراجعة نقدية لمسار مشروع الدولة وإعادة صوغ مفاهيم مثل: المواطنة وحقّ تقرير المصير والسيادة والأمّة، ضمن السياق الأوسع لمفهوم إنهاء الاستعمار في فلسطين.

أشارت الباحثة، في بداية حديثها، إلى أنّ "الكتاب يعود إلى مشروع انطلق في عام 2014 مع 'جامعة بيرزيت'، ومفادُه إعادة التفكير في الواقع الكولونيالي الذي فرض تقسيم فلسطين منذ قرار مجلس الأمن رقم 181 لعام 1947، وتكريسه عبر سياسات مختلفة من قبل الدول الداعمة للاحتلال"، وأضافت: "لو نظرنا إلى حقيقة ما جرى منذ ثلاثين عاماً على الأقلّ، لوجدنا أنّنا أمام إبادة مطلقة لفكرة قيام دولة فلسطينية. بل إنّ 'إسرائيل' بتعميقها فصْل الضفّة الغربية عن غزّة، عمّمت الحالة الاستعمارية، وبالتالي حوّلت مشروع الدولة الفلسطينية إلى مجرّد حُكم محلّي، يسيطر عليه نظام الفصل العنصري".

وتابعت رئيسة قسم العلوم السياسية في "جامعة ماساتشوستس" ببوسطن: "أمام هذا الواقع، يصبح السؤال الذي يجب طرحه: هل يمكن حقّاً العبور نحو بديل يتمثّل في دولة واحدة، وكيف نحوِّل الواقع الأبهارتايدي إلى آخر ديمقراطي؟".

حوّل الاحتلال الدولة إلى حُكم محلّي يُديره نظام فصل عنصري

وفي هذا السياق، لفتت فرسخ إلى "أهمية أفكار عزمي بشارة، لكونها أحيت التفكير في دولة ثنائية القومية، تمكِّن قبل أي شيء اللّاجئين من العودة، وتعيد تثبيت حقّ تقرير المصير والمساواة". في المقابل، "ماذا قدّمت السُّلطة الفلسطينية؟"، تستكمل الباحثة تساؤلاتها، مبيّنةً أنّ "علينا النظر في ضُعف قدرة مشروع الدولة الفلسطينية بنموذجها الحالي على إجبار الاحتلال على الانسحاب من الضفّة الغربية وغزّة".

وأوضحت صاحبة كتاب "هجرة الأيدي العاملة من فلسطين إلى إسرائيل: العمل والأرض والاحتلال" (2005)، أنه "على الرغم من النكبة المستمرّة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، إلّا أنّ الواقع الإبادي يقول إنّ الصهاينة هُم من يُنكرون حقّ الآخر الفلسطيني في الوجود. فالهوية الفلسطينية ليست مفهوماً عرقياً، بل نموذج تشكَّل وطنيّاً وتاريخياً، على عكس الصهيونية".

ورأت الباحثة أنّ "فلسطينيّي الأراضي المحتلّة عام 1948، قد يكونون الأقدر على قيادة مشروع الدولة الواحدة. وهنا أيضاً نخلص إلى ضرورة فصل الدولة عن القومية، أي أن تكون الدولة حامية للمواطنين بغضّ النظر عن خلفياتهم".

يُذكَر أنّ كتاب "إعادة النظر في مفهوم الدولة في فلسطين" يتكوّن من قسمين يضمّان أحد عشر فصلاً، هي: "الاقتصاد السياسي لبناء وتشكّل الدولة في فلسطين"، و"قطاع غزّة: أزمة إنسانية ودولة مفقودة"، و"الفلسطينيون المنسيّون في القدس الشرقية ومسار حفظ السلام"، و"الدولة والأرض و'متحف هيل'"، و"الدفاع عن حقوق الفلسطينيّين في عهد ترامب وما بعده"، و"العدالة الانتقالية في فلسطين: لمن العدالة وأيّ انتقال؟"، و"بدائل التقسيم في فلسطين إعادة بلورة العلاقة بين الدولة والأمّة"، و"الجنسية الفلسطينية والجنسية اليهودية: من معاهدة لوزان إلى اليوم"، و"تقدير الأطُر الدستورية لخيار الدولة الواحدة في فلسطين"، و"بين دولتين وواحدة: مواطنو 'إسرائيل' الفلسطينيّون"، و"الأصلانية كمقاومة".

المساهمون