"لوركا والأرشيف"... تاريخ غير معروف للشاعر الغرناطي

08 يناير 2025
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُعرض أرشيف فيديريكو غارسيا لوركا في "مركز لوركا" بغرناطة تحت عنوان "لوركا والأرشيف: ذاكرة متحرّكة"، ويستمر حتى مايو المقبل، ويضم 460 قطعة تشمل رسائل وصور ووثائق جديدة.
- ينقسم المعرض إلى خمسة أقسام، تتناول وثائق ورسومات قبل إعدام لوركا، "طُرق المنفى"، "العودة الطويلة"، فترة ما بعد موت فرانكو، واكتشافات جديدة مثل مقطوعات موسيقية.
- تؤكد لورا غارسيا لوركا على أهمية المعرض في تحقيق العدالة والتعريف بقصة لوركا، معتبرةً إياها من الفترات الأكثر إيلاماً في تاريخ إسبانيا.

يمكن اعتبار أرشيف أيّ كاتب مجموعةً من التواريخ والإمكانيات المتاحة، فهو الطينة الخصبة التي من خلالها تُمكن رؤية أعمال الكاتب في تحوّلٍ مستمرّ. كما أنّه يُعتبر، بشكل أو بآخر، الأثر المادّي عن صاحبه، وكاشفاً لمسار حياة المبدع وعائلته وأصدقائه والتجارب التي خاضها.

يعدُّ أرشيف الكاتب الغرناطي فيديريكو غارسيا لوركا (1898 - 1936) واحداً من أكثر الأرشيفات الأدبية تعقيداً وتنوّعاً، ذلك أنه لا يشمل أعمال صاحب "شاعر في نيويورك" وهو على قيد الحياة وحدها، بل إنه تطوّر منذ رحيل صاحبه وحتى اليوم بشكل كبير في ما يُشبه الذاكرة المتحرّكة التي تسير ضمن مسارين: تطلّعات الماضي وإمكانيات جديدة صوب المستقبل. 

"لوركا والأرشيف: ذاكرة متحرّكة" هو عنوان المعرض المقام حالياً في "مركز لوركا" بغرناطة، ويتواصل حتى الحادي عشر من أيار/ مايو المقبل، ويضمّ ما يقرب من 460 قطعة تتوزع بين الرسائل، والقصاصات الصحافية، وصور للكاتب ولعائلته إضافة إلى العديد من الوثائق الجديدة التي تُنشر للمرّة الأولى وتشكّل نسبة 70% من المعرض. 

يقسم المعرض من حيث موضوعاته إلى خمسة أقسام. تُطالعنا في القسم الأول "الانقلاب، الحرب والقطيعة" وثائق من لوركا نفسه قبل وقت قصير من إعدامه، وكذلك رسومات تخطيطية للمشاريع التي كان يعمل عليها والتي ظلّت غير مكتملة؛ وهي أوراق احتفظ بها بعض الأقارب والأصدقاء في أماكن مثل منزل العائلة في شارع ألكالا بمدريد، ولكنّها مخبّأة أيضاً في حقيبة سفر بغرناطة أو حتى في كومة من القشّ والتبن بمزرعة في لا فيجا التي تحيط بالعاصمة.

وثائق تُنشر للمرّة الأولى تشكّل سبعين بالمائة من المعروضات

يحتوي القسم الثاني الذي يحمل عنوان "طُرق المنفى" على أشياء يصعب تحديد مكانها، إذ إنها تبدّدت وتبعثرت بعد نفي أقارب لوركا. في إسبانيا ذلك الوقت، عندما كان فرانكو على رأس السلطة، تم تداول نُسخ من حياة الشاعر والكاتب المسرحي وموته والتي ثبت لاحقاً أنّها غير حقيقية، بينما كان يتم تناقُل تلك الوثائق بشكل رئيسي من قبل قرّائه وبشكل سرّي.

أما القسم الثالث "العودة الطويلة" فيركّز على الفترة التي عقبت رحيل والد الشاعر، أي عام 1951، حين بدأ أقاربه بالعودة إلى إسبانيا. في ذلك الحين، لم تكن شخصية لوركا قد تم تطبيعها بعد في المجتمع الإسباني بسبب عهد الدكتاتورية. بينما يُضيء القسم الرابع "مسارات الانفتاح" فترة موت الدكتاتور، حيث تم بعدها الدفاع عن شخصية لوركا وإرثه الأدبي والثقافي من قبل الوسط الثقافي، لتقوم العائلة في عام 1984 بتأسيس مركز خاص بصاحب "الديوان الغجري"، يحمل اسمه وتكون مهمته حفظ إرث الشاعر الغرناطي. 

القسم الخامس والأخير من المعرض فيه اكتشافات جديدة، مثل مقطوعات موسيقية للوركا أو لوحات وقصاصات للرسّام سلفادور دالي أو تبرّعات جديدة من الأصدقاء والعائلة مرتبطة بالشاعر الإسباني.

تصرّ لورا غارسيا لوركا، ابنة أُخت الشاعر الغرناطي المسؤولة عن "مركز لوركا" الذي يحتضن المعرض، ومديرة المؤسسة التي تحمي إرث الشاعر على أنَّ "قصة لوركا هذه إحدى الفترات الأكثر إيلاماً وحزناً في تاريخ إسبانيا، لذلك إن أي شيء عنه هو محاولة لتحقيق العدالة والتعريف بقصة ذلك الكاتب التي لا يزال قسم كبير منها غير معروف". 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون