لمياء العمراني: عن أثر العربية في الإسبانية ولغة المايا

24 ابريل 2021
فرقة موسيقية تقليدية في دير بإزيامال، يوكاتان (Getty)
+ الخط -

تحت عنوان "العالم الشعري للمايا وصداه باللغتين الإسبانية والعربية"، قدَّمت الشاعرة المغربية المقيمة في المكسيك، لمياء العمراني، أوّل من أمس الخميس، ندوةً افتراضية مِن تنظيم "معهد ثرفانتس" في فاس، تحدّثت فيه عن تأثير العربية على كلٍّ مِن الإسبانية ولغة المايا.

بدايةً، أشارت منسّقةُ الدراسات العليا في "جامعة موديلاو دي ميريدا" بمدينة يوكاتان المكسيكية إلى أنَّ وجود اللغة العربية في أميركا اللاتينية قديمٌ جدّاً؛ فهذه اللغة، التي ظلَّت مستخدمةً في شبه الجزيرة الإيبيرية طيلة قرون، وصلت مع الغزاة الإسبان الذين "اكتشفوا" الأميركيّتَين في القرن الخامس عشر.

وأشارت العمراني إلى انتقال العربية إلى المكسيك، بشكلٍ أكبر، منذ نهايات القرن التاسع عشر، عن طريق اللبنانيّين الذين هاجروا إلى البلد؛ حيث دخلت العديد مِن الكلماتِ العربية إلى حيز الاستخدام اللغوي اليومي، خصوصاً في مجال الطبخ؛ مثل: لبن، وكفتة، وبقلاوة، وتاكو عرب.

ولا تزال اللغة الإسبانية تحتفظ، بحسب المتحدّثة، بقرابة أربعة آلاف كلمة من أصل عربي، وكثيرٌ منها يُستخدم إلى اليوم في الإسبانية الإقليمية بيوكاتان وفي كلّ بلدان أميركا اللاتينية.

وأوضحت العمراني أنَّ اللغة في يوكاتان تتشكَّل من تأثيرات لغوية متعدّدة، أبرزُها الإسبانية ولغة المايا، إلى جانب اللغة العربية، مضيفة أنَّ العودة إلى الأحداث التاريخية تُتيح فهماً أفضلَ لهذه التفاعُلات اللغوية والثقافية.

وقدّمت لمياء العمراني، خلال اللقاء، أنطولوجيا "شعر المايا المعاصر" التي تضمُّ مجموعةً من قصائد المايا التي ترجمتْها إلى الإسبانية والعربية وصدرت في طبعة ثلاثية اللغة عام 2015.

تندرج الندوة ضمن فعاليات "الأسبوع الثرفانتسي" الذي يُنظمه "معهد ثرفانتس" في فاس، بين العشرين والسابع والعشرين مِن نيسان/ أبريل الجاري، بمناسبة ذكرى رحيل الروائي الإسباني ميغيل دي ثرفانتس (توفيّ في الثاني وعشرين منه، عام 1616). ومِن بين الفعاليات التي تتضمّنها التظاهرة فقرةٌ بعنوان "المؤلِّفون يقرؤون معك". وفيها يُقدِّم كتّابٌ ومترجمون وناشرون مِن العالَم الناطق بالإسبانية قراءاتٍ عبر "فيسبوك" لنصوص مكتوبةٍ بهذه اللغة.

المساهمون