لا حلّ مع الرأسمالي

28 يوليو 2024
فتيان فلسطينيون يلعبون الكرة عند شاطئ دير البلح، 13 تموز/ يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرأسمالية، التي بدأت في لندن وفرنسا، أدت إلى تعاسة عالمية وصعود الصهيونية كأعلى مراحل الإمبريالية.
- الرأسماليون يضرون الفقراء والضعفاء، ويُظهرون قسوة وعدم صدق في تعاملاتهم، مما يجعلهم غير محبوبين.
- الحلم بنهاية الرأسمالية يأتي من استمرارها في إنتاج القتل والأدب، ويؤكد أن تجاوزها بالقسر أمر لا مفر منه.

لقد خلق الله الكوكب الأرضي بناءً على حبكة جيّدة. وجاء الرأسمالي، قبل قرون، للمرّة الأُولى، في كلّ من لندن وفلاندر وفرنسا، فحاول على وجه التحديد تبديل السُّنن. وهكذا وصلنا معه، بعد قرون، إلى هذه الدرجة الشعواء من التعاسة: تعاسة أنّ الصهيونية باتت أعلى مراحل الإمبريالية.

لا حلّ مع الرأسمالي إلّا أن يُزاح فيقف على جنب. فلو كان شرُّه لنفسه لما همّنا، ولكن شرّه يطاول الجميع من الفقراء والضعفاء، وهُم غالب سكان الكوكب.

إنّ الرأسمالي، على عكس الرأي المنشور في الغرب، لم ولن يفهم أنّه يرتكب خطايا لا أخطاء، عندما يشتغل ويتحدّث، وأنّه كان من الصعب عليه تكوين جُمل صادقة أمام الميكروفون.

هل تلاحظون جهامة الرأسماليّين وتشبّههم بالروبوتات؟ هلا تلاحظون أنّ الرأسمالي منذ أن يخلقه الله لا يعرف المزاح، وأنّه عندما يشبّ ويكتهل ويشيخ لا يتمتّع بروح الدعابة مطلقاً، وأنّ الدراما والكوميديا غير مختلطتَين في مداخلاته، وأنّ كلّ وثائقه مليئة بأرباع الحقائق وثلاثة أرباع الأكاذيب؟

بالنسبة إليّ، أحلم بنهايته فجأةً، مثل وصوله قبل قرون، وهذا سبب آخر لفهم استمراره في إنتاج الكثير من القتل والأدب، وشخصيته التي تجذب مؤلّفين عرباً يحبّونه بالمجّان.

مع الرأسماليّين، كِتاب الحياة غير قابل للقراءة. وعلى أيّة حال، مهما طال الزمن، لا مفرّ من أن يتمّ تجاوُز الرأسمالييّن بالقسر.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون