كاري ماي ويمز.. شهادة فوتوغرافية في ماضي وحاضر الأميركيين السود

كاري ماي ويمز.. شهادة فوتوغرافية في ماضي وحاضر الأميركيين السود

13 يوليو 2023
من المعرض
+ الخط -

في سبعينيات القرن الماضي، نشطت كاري ماي ويمز ضمن صفوف الحركة العمّالية في الولايات المتحدة، وبدأت منذ ذلك الوقت توثيق قضايا نقابية، وأخرى تخصّ الأميركيين من أصول أفريقية، وتحديداً واقع النساء السود في المجتمع.

وعلى مدى عقود، طرحت الفنانة الأميركية (1953) سؤالاً أساسياً حول معنى أن يشهد الفنان على التاريخ، حيث تشير في مقابلة صحافية سابقة إلى أن فحص الماضي يعني تخيُّل مستقبل مختلف، وهو ما قدّمتْه في العديد من أعمال التركيب والفيديو والأداء والتصوير الفوتوغرافي.

حتى الثالث من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل في "مركز باربيكان" بلندن معرضها "تأمّلات من أجل الوقت الراهن"، الذي افتُتح في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ صوراً وأفلامَ فيديو مختارة نفّذتها خلال العقود الثلاثة الماضية.

يحتوي المعرض على عملها المعنون بـ"شكل الأشياء"، في إشارة إلى وضع الأميركان ذوي البشرة السوداء في دائرة الاتهام لمجرد اختلاف أشكالهم وألوانهم، حيث عادت إلى مدينة بورتلاند بولاية أوريغون التي وُلدت فيها بعد قتل شرطي لجورج فلويد في مينيابوليس عام 2020.

الصورة
من المعرض
من المعرض

صوّرت ويمز أجزاءً من المباني المغطّاة بألواح في المدينة، حيث رُسمت طبقات من الكتابة على الجدران مراراً وتكراراً، ورغم أنه لا توجد كلمات متبقية منها اليوم، لكنّ تلك الطبقات من الكتابة والمحو تذكّّر بواقعة العنف الأخيرة، وتكشف الأصوات الصامتة والشعارات الخاضعة للرقابة.

تبدأ جولة الزوّار بمشاهدة لوحات تجريدية كبيرة الحجم، تذكّر بمدرسة نيويورك وبالتجريدية التعبيرية التي طوّرتها في الخمسينيات، إلا أن الزائر سرعان ما يكتشف الخدعة، فهذه الأعمال هي في الواقع صور فوتوغرافية للجدران التي يرسم عليها المتظاهرون السود ثم تطمس السلطة رسوماتهم، لتستمر دورة من التبيان والحجب مع مرور الزمن.

في عمل آخر قدّمته ويمز في منتصف التسعينيات بعنوان "من هنا رأيت ما حدث وبكيت"، تجمع فيه من الأرشيف 33 صورة بالأبيض والأسود لأميركيين سود تمّ قتلهم، وتعود أقدم الصور إلى عام 1850، لتكتب الفنانة فوقهم بلون الدم الأحمر ما يشير إلى أنهم "عرق أدنى"، كما كان يُنظَر إليهم من منظار العنصرية البيضاء.

أحدث عمل لها يحتويه المعرض هو فيلم من سبعة أجزاء (2021) يوثّق أحداثاً منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتّحدة وحتى هجوم مؤيديه على مبنى الكابيتول، مرواً بأعمال الشغب العرقية، ومشاهد المهجرين الذين يحاولون الهروب من الفقر والتسلّط والجوع. وهي تضيء في أحد مشاهده صراخات العنصرييين البيض في مواجهة تظاهرات السود التي كانت تتقدّم في الاتجاه المعاكس.

تدور موضوعات ويمز حول عنف النظرة أميركية البيضاء، وكذلك زيف العِلم الذي انحاز في الماضي لمقولات "تفوّق" العرق الأبيض، كما تركّز على تمثيلات العرق والجنس والطبقة في تقديم ما تصفه بـ"العنصرية الممنهجة" من قِبَل النظام الاجتماعي والسياسي.

المساهمون