كاتب من العالم: ليون رودريغيز زهر

23 أكتوبر 2022
ليون رودريغيز زهر خلال ندوة في "بيت أميركا" بمدريد، 2013
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "آمل أن يكون القارئ العربي فضولياً لمعرفة كيف يُنظر إلى العالم الإسلامي من المكسيك"، يقول الباحث المكسيكي من أصل لبناني في لقائه مع "العربي الجديد".



■ كيف تقدم المشهد الأدبي/ الثقافي في بلدك، خاصة لقارئ ليس على دراية بهذا المشهد؟

- مشهدٌ أجدب، بقليل من الحوافز لمؤسَّسات النشر. مشهدٌ يعجّ بكتب الإثارة الصحافية عن النميمة في سوق تَروج فيه الفضائح، ويُختزَل الأدب الحقيقي والألقاب الأكاديمية في دائرة صغيرة من القرّاء. وارداتٌ كثيرة من إسبانيا.


■ كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأيّ كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟

- ترتبط مواضيع كلّ منشوراتي تقريباً بالشرق الأوسط والتاريخ والثقافة والدين وتاريخ الفن، من منظور مؤرِّخ ودبلوماسي مكسيكي من أصل لبناني. حظي كتابي عن تاريخ لبنان بإشادة السفارة اللبنانية في المكسيك والجالية المكسيكية اللبنانية. كان تصويري، في نموذج فنّي، لقصور الخلافة المثالية في القرن الخامس عشر موضوع عملين من أعمالي: في كتابي "العمارة المتخيَّلة: الأزرق في القصر الأزرق"، وفي روايتي "ذكريات آخر خلفاء بغداد".


■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟

- الوضع السياسي في بلدي، والإفقار العنيف لثقافتنا، وبؤس الثقافة وانتشار اللامبالاة في أواسط الأجيال الشابّة.

أكتب من منظور مؤرِّخ ودبلوماسي مكسيكي من أصل لبناني

■ ما أكثر ما تُحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها، وما أكثر ما تتمنّى تغييره فيها؟

- الثقافة المكسيكية معروفة وتحظى بالتقدير في جميع أنحاء العالم، من خلال الفولكلور في الغالب، وببعض الكُتّاب والرسّامين المعروفين، ونظراً لتقاليدنا الغنية في الطهي. كما أنّ تراثنا الضخم مَهيب؛ سواء قبل الغزو الإسباني في القرن السادس عشر (الأزتيك والمايا من بين العديد من الحضارات الأُخرى)، أو العمارة الاستعمارية التي بُنيت، على وجه الخصوص، في القرنين السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر (الكنائس والكاتدرائيات والقصور والمدن). وتوجد على الدوام بقايا من الفنّ الإسلامي الذي ورد إلينا عبر إسبانيا.

نحتاج إلى استعادة الرعاية الرسمية للفنون والنشر والحفاظ على تراثنا إن كنّا نرغب في صناعة التغيير.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- ربما كنت سأواصل طريقي في الفنون التشكيلية/ تاريخ الفنّ للعالم الإسلامي، ولكنّني أميل أيضاً إلى كتابة الروايات والقصص القصيرة.
 

■ ما التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- خضت، بصفتي دبلوماسياً، العديد من التجارب الصعبة والمُحفّزة للفكر، لا سيما حين كنت سفيراً للمكسيك في فلسطين بين سنتَي 2008 و2013. يضجّ النظام العالمي، عبر الأمم المتّحدة، بالتناقضات، وأرى أنّ الخطايا الأصلية للأمم المتّحدة تتمثّل في سوء تعاملها الرهيب مع القضية الفلسطينية، والمسموم من المملكة المتّحدة، وقبولها بنادي أسلحة نووية مختار يسيطر على مجلس الأمن، وفي معاييرها المزدوجة الصارخة المطبَّقة على القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ذكريات آخر خلفاء بغداد - القسم الثقافي

■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- الحاكم المغولي هولاكو، لإقناعه بعدم تدمير بغداد في عام 1258، والسلطان محمد الخامس، سلطان الدولة النصرية في غرناطة (القرن الرابع عشر) لتحذيره من مصير مملكته.

 
■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرّية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟ 

- أكبر خطرٍ هو القسر والتقيّد بما يُعتبر "صائباً سياسياً"، بكل ما يترتّب عليه من رقابة.


■ عمّا تكتب وتدافع في أعمالك، وما هي أسئلك وهواجسك الرئيسة؟

- بصفتي كاتباً، أدافع عن حرية التعبير، وضدّ إفقار الأدب بالسرديات الصحافية. 

خطيئة الأمم المتّحدة سوء تعاملها الرهيب مع قضية فلسطين

■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب بها؟

- الإسبانية لغتي، ولكنّني متمكّن من الإنكليزية، وبإمكاني التفاعل مع الفرنسية تفاعلاً جيّداً. كما درست اللغة العربية لسنوات عديدة. أحاول ككاتب أن أكون مُصيباً ودقيقاً في لغتي قدر الإمكان، إذ يتوجّب عليّ التعامل معها طبيعياً في مستويات مُختلفة: لكتابة الأدب والروايات، ولكتابة المقالات الصحافية، ولكتابة المقالات أو النصوص الأكاديمية، ولا أنسى مستوى العمل الدبلوماسي أو البيروقراطي. حاولتُ في روايتي "ذكريات آخر خلفاء بغداد" أن أضمّن أكبر عدد ممكن من الكلمات الإسبانية ذات الأصل العربي (معظمها خارج الاستخدام حالياً).


■ كاتب منسيّ من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟

- ربّما المستعرب الإسباني إميليو غارسيا غوميز والكاتب أنطونيو غالا. 


■ لو بقي إنتاجك بعد ألف سنة، كيف تحبّ أن تكون صورتك عند قرّائك؟

- كمستشرق جديد رومانسي عن ظهر قلب.


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟

- آمل أن يتمكّن من قراءة اللغة الإسبانية، وآمل أن يكون فضولياً بما يكفي لمعرفة كيف يُنظر إلى العالم الإسلامي من المكسيك بعيداً عن وجهات النظر المُغربنة.



بطاقة

كاتب وباحث ومؤرخ ودبلوماسي مكسيكي من أصل لبناني، من مواليد مدينة المكسيك عام 1962. من بين إصداراته: "لبنان، مرآة الشرق الأوسط: المجتمع والطائفة والدولة" (2004)، و"الفنّ الإسلامي: استحضار الجنّة" (2008)، و"الثورة الإسلامية في إيران" (2011)، وفي تاريخ الفن الإسلامي: "العمارة المُتخيَّلة: الأزرق في القصر الأزرق" (1999)، و"الترصيع الإسلامي والتدجين" (2000)، وروايتان: "الإلهة الثالثة" (2000)، و"ذكريات آخر خلفاء بغداد" (2017).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون