فلافيا مونتيني.. كولومبيا المسلَّحة

10 ديسمبر 2022
(من الفيلم)
+ الخط -

انطلاقاً من قصّة شابٍّ كولومبي، يُدعى خوان كاميلو، يعود إلى بلاده لاستكشاف تاريخ والده الذي كان قائداً بارزاً لإحدى الجماعات المسلَّحة ذات التوجُّه اللينيني، تُضيء المخرجة الإيطالية فلافيا مونتيني في فيلمها الوثائقي الطويل "زولوواغا" (2021) الضوء على ماضي الصراعات المسلَّحة في كولومبيا وما تركته من آثار في المجتمع.

في الفيلم الذي عُرض الأربعاء الماضي في الجزائر العاصمة، ضمن المسابقة الرسمية للدورة الحادية عشرة من "مهرجان الجزائر الدولي للسينما" (تُختَتم اليوم السبت)، تتتبّع كاميرا مونتيني عودة خوان إلى كولومبيا بعد منفى دام ربع قرن، وبحثَه في ماضي والده الذي تزعّم مجموعةً ثورية لما يزيد عن 17 عاماً، بين السبعينيات والثمانينيات، وفي الظروف التي أدّت إلى اختطاف والدته واختفائها، وهو ما ترك لديه صدمةً نفسية عنيفة.

يُؤدّي خوان كاميلو، الذي يعيش لاجئاً في إيطاليا، دور الراوي في الشريط (80 د). نستمع إليه ونشاهده وهو يفتح أرشيفه العائلي، محاولاً استيعاب خيارات والديه، وإعادة بناء قصّته من خلال كتابات قديمة وفيديوهات أرشيفية وصور التقطها والدُه أو أعضاء من جماعته "جيش التحرير الشعبي".

ويُظهِر الأرشيف التقلُّبات التي عاشتها العائلة، مِن حياة هادئة ومترفة إلى معسكرات التدريب والمعارك الطاحنة، إلى اختطاف الأُمّ واختفائها إلى الأبد. وبهذا الشكل، فإنّ "زولوواغا" فيلمٌ عن تأثير الصراعات المسلَّحة في المجتمعات وقدرتها على تفتيت شمل الأُسر وخلق أزمات نفسية واجتماعية دائمة لدى الأطفال، كما حدث مع خوان الذي عاش أجواء الحرب وكان شاهداً على اختطاف والدته وهو في الخامسة من عمره، ثمّ انتهى به الأمر لاجئاً في روما.

وُلدت فلافيا مونتيني عام 1983. وهي حاصلةٌ على شهادة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وشهادة من مدرسة للسينما في روما. عملت مساعدة مخرج في عدّة أفلام وثائقية، و"زولوواغا" هو فيلمها الطويل الأوّل.

المساهمون