فاتن الرويسي.. رسائل التونسيين الراهنة

30 أكتوبر 2022
من المعرض
+ الخط -

في اشتباكها مع قضايا سياسية واجتماعية عديدة، تلجَأ الفنانة التونسية فاتن الرويسي إلى استخدام وسائط مختلفة من رسوم وتراكيب وموادّ رقمية ومنحوتات متحرّكة، كما فعلت في مشاريع سابقة مثل "المحتجّ الصامت" الذي يقارب واقع الناس الذين لا يدركون حُرّية التعبير، أو لا يجيدون استعمالها وتوظيفها إن كانت متحقّقة.

في معرضها الجديد "رسائل الزمن الراهن"، الذي افتُتح في العشرين من الشهر الجاري في "رواق ألف ورقة" بمدينة المرسى (25 كلم شمال تونس العاصمة)، تعالج الرويسي مفهوم الرسالة وتطوُّره عبر التاريخ وصولاً إلى اللحظة المعاصرة.

وتذهب في المعرض الذي يتواصل حتى الثاني عشَر من الشهر المُقبل، إلى عرض رسائلها بطُرق متنوّعة، فهي تكون أحياناً شفّافة، وتقدّمها مرّات أُخرى فارغة، أو تظهر وكأنها تعبير ضدّ الواقع الذي يعيشه المجتمع التونسي، أو تتضمّن قصصاً وحكايات يومية، أو غيرها.

في هذه الرسائل، اختارت الرويسي أن تبعث بها إلى المتلقّي أو إلى أشخاص مجهولين، وهي كذلك تحمل دلالات وتأويلات مختلفة، ولا تحتوي نصوصاً مكتوبة قابلة للقراءة لكنها تشير إلى قضايا يُواجهها التونسيون اليوم مثل؛ الوضع المعيشي، وارتفاع معدّلات العنف والجريمة، والتجاذُبات بين الأطراف السياسية.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض واحداً وخمسين عملاً فنياً تتراوح بين اللوحات والأعمال التركيبية، وتدور حول موضوعة أساسية هي الفترة العصيبة التي تمرُّ بها بلادها منذ أكثر من عقد، بعد أن تصدَّرت جميع الدول العربية باحتجاجاتها الشعبية ضدّ الاستبداد والفساد المتمثّل في النظام السابق، إلّا أن تغييره لم يُفضِ بعد إلى الآمال التي كان يطمح إليها المواطن التونسي.
 
وتعكس الأعمال مشاعر مركّبة لدى هذا المواطن من حيرة وانعدام ثقة بالسياسيّين وغضب ورفض للواقع، حيث لم يتوقّف الفساد السياسي وسط ضبابية المشهد. كما تعمد الرويسي إلى طرح فكرتها ببُعدٍ فلسفي رمزي أبعد من حدود تونس وأهلها، بل يلامس أحلام وطموحات الإنسان في أمكنة وأزمنة أُخرى.

في تقديمها للمعرض، تشير الفنانة إنه من أجل الهروب من الخُطب الفارغة، تخيّلتْ رسائل جديدة بما في ذلك مظروف شفّاف يصبح "بطل" معرضها، في محاولة للانتقال إلى رؤية تتجاوز أيّ نموذج وأيّ موقف مُعقّد، من خلال عرض مظاريف تُحيل إلى عالم يمكن للجميع تقديم موقف تجاهه.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون