عيسى حلوم.. مناظر من البقاع في "المرخية"

27 ديسمبر 2020
من المعرض
+ الخط -

يعيش الفنان اللبناني عيسى حلوم في منطقة البقاع، ومن طبيعته يستلهم أعماله التي تتخذ من المناظر الطبيعية في مختلف الفصول والأوقات موضوعها الأثير، رغم أن له بعض الأعمال التي تجسد الإنسان، وفي معرضه الجديد في غاليري "المرخية" في الدوحة الذي ينطلق صباح الغد ويتواصل حتى الرابع من شباط/ فبراير المقبل. 

الكانفاس كله مأهول بالأشجار والأعشاب والحيوانات، والطيور، أثر الإنسان قد يظهر من خلال تفاصيل معمارية لبيوت وأدراج في الخلفية، أو كطيف من دون تفاصيل، مجرد مساحات لونية، أما البطولة فهي للدجاج والجذوع القريبة والحمام والأوارق المتساقطة والأخضر بكل تدرجاته. 

يأتي المعرض بعنوان "أنغام الفصول"، وقد سبق للفنان أن عرض في منصة الفن المعاصر في الكويت مجموعة أخرى بعنوان "الفصول الأربعة"، وهذا ما يشير إلى علاقة الفنان ليس بالريف والطبيعة وحسب، بل بالألوان والزمن ومرور الوقت. 

من المعرض
عيسى حلوم بين لوحاته، المصدر: صفحة "المرخية" على فيسبوك

ليس موضوع الطبيعة بالموضوع السهل، لكثرة ما تكرر يبدو صعباً أن يأتي الفنان بجديد فيه، عن ذلك يقول: "أعتقد أنه ليس من المهم دائماً أن يبحث الفنان عن شيء جديد. لكن المهم للإنسان أن يبحث عن ذاته. ينبغي ألا يشغل نفسه بالطريقة التي سيرى بها الجمهور أعماله، بل لا ينشغل فقط بما يريد أن يقوم به". 

ينقل الفنان أيضاً طبيعة الحياة نفسها، شكل البيوت، والنوافذ والأبواب، التي تظهر كما لو أنها مرايا تعكس العالم المحيط بهذه البيوت، بل إنه يرسم علاقة هذه العناصر مع الألوان، التي يعتمد فيها الفنان الألوان الزيتية فقط، بل إنه يقول: "أنا ملوّن ولست رساماً، أكترث بالتلوين أضعاف ما أكترث بالرسم". 

من المعرض
من المعرض

طريقة حلوم، تلميذ الفنان التشكيلي اللبناني جميل ملاعب، تذكر بالأسلوب الكلاسيكي، فهو يأخذ الكانفاس ويجلس في الضوء الطبيعي وينقل انعكاسات الضوء واللون ويحولها مباشرة بطريقته الخاصة التي لا تتطابق تماماً مع ما يرى، لكنه لا يرسم إلا هكذا، إما في الريف أو على ميناء صيدا.

ما يطرحه حلوم هو ضرورة استعادة العلاقة بالطبيعة والتفكير فيها، وفي خصوصيتها، وهو سؤال بات يشغل العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى، فرضته أزمة كوفيد-19 وفرضته العزلة التي دخل فيها كثيرون خلال العام الماضي، ومنهم من افتقد التواصل مع الطبيعة، ومنهم من أعادته الأزمة إليها. 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون