عماد الظاهر.. الجسد معلّقاً في عزلته

16 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت علاقة عماد الظاهر مع النحت من خلال مجموعة تماثيل وجداريات صمّمها في بغداد، كما ساهم في تنفيذ مجموعة من النصب؛ منها "النصر" و"الشهيد"، متأثراً بتجارب فنّانين مثل محمد غني حكمت وصالح القره غولي، ما جعله يهتمّ بالفضاء العام من خلال ابتكار علامات ورموز بصرية تتصل بذاكرة المجتمع المشتركة وتراثه. 

استند النحّات العراقي (1964)، بشكل خاصّ، إلى مفردات وعناصر من حضارات بلاد الرافدين القديمة، تُقابلها مفردات ترمز إلى الهجرة والسفر والمنفى، دون أن يغفل الموروث العربي من حروفيات ورموز مثل الخيول والطيور، كما أن أن هناك منحوتات تحتفي بالمرأة.

في معرضه الجديد "دون جدوى"، الذي افتتح في "غاليري وادي فينان" بعمّان في الثالث من الشهر الجاري ويتواصل حتى الخامس والعشرين منه، يسعى الظاهر إلى دراسة حركة الجسد، أو حضور العزلة والحجر كمؤثّر في الفن ومناخاته الراهنة.

من المعرض
من المعرض

يشكّل المعرض امتداداً لتجارب سابقة وفق تأملات جديدة، يتحدث عنها الفنان في تقديمه: "في زمن الحجر الصحي، كانت هناك فسحة للتفكير في إعادة فهم العالم من جديد وبشكل مختلف. حاولت جاهداً أن أمنطق الحياة. لم أجد إجابة غير أن كل شيء عبثي أو أن مستوى عقلنا لم يصل إلى مستوى فهم الحياة".

يعتمد الظاهر لغة تعبيرية في تقديم ثيمات أساسية تهيمن على معظم أعماله، وتتمثّل في الاغتراب والمنفى والترحال والحنين، لذلك كان الحصان أحد أبرز مفرداته التي تعدّدت صياغاتها لكنها تدور في سياق الهجرة والبحث عن الذات والهوية خارج الوطن.

يضمّ المعرض أعمالاً تبرو النصف العلوي من جسد الخيل، مُخفياً معظم الوقت قوائمها، بحيث لا يبقى منها إلا جذعها، فنراها مرّةً تقف على عاصفة من الحروف العربية بتنويعات وأشكال مختلفة، ومرّة أخرى بلا أرجل، معلّقة في الفراغ.

إلى جانب منحوتات لأجساد لا تظهر كامل ملامحها، إنما هي أجزاء تحاكي الجذع بشكل أساسي تقود أحصنة أو تحتشد مع بعضها وكأنها جزء من طيور تحلّق في السماء، أو ترتبط بأجساد أخرى تُثقل حركتها وتبدو عبئاً يعيق تقدّمها وتنقّلها في فضائها.

المساهمون