علي مصطفى المصراتي.. استعادةٌ من طرابلس

29 يناير 2022
من الندوة (فيسبوك)
+ الخط -

في آخر أيام العام الماضي، رحل الكاتب الليبي علي مصطفى المصراتي (1926 - 2021) في مدينة طرابلس، بعد تجربة طويلة مارس خلالها التدريس، والنضال السياسي ضدّ الوجود الأجنبي في بلاده، والعمل الصحافي، فضلاً عن تأليفه عدداً كبيراً من الكتب التي تنوّعت بين الأدب والتأريخ والبحث في الأدب الشعبي الليبي.

هذه التجرُبة الممتدّة على مدى ستّة عقود، كانت محور ندوة أقامها "المركز الليبي للثقافات المحلّية" في "قصر الخلد" بطرابلس الغرب، نهاية الأسبوع الماضي. وفيها تحدّث الباحث عبد الله مليطان عمّا سمّاه دوراً تأسيسياً لمصطفى المصراتي في الثقافة الليبية، مشيراً إلى أنّه كان أوّل من كتب عن المجتمع الليبي من خلال أمثاله الشعبية، وأنّ أعماله التي خصّصها للأدب الشعبي، مثل "موسوعة الأمثال الشعبية" و"جحا في ليبيا: دراسة في الأدب الشعبي"، فتحت الباب لدراسات أُخرى في هذا المجال؛ من بينها تلك التي وضعها كلٌّ من أحمد النويري ومحمد سعيد القشاط.

من جانبه، لفت الباحث أحمد الرشراش إلى تنوُّع المجالات التي ألّف فيها مصطفى المصراتي؛ حيث تعدّدت انشغالاته بين التحقيق وتراجم الأعلام والقصّة القصيرة والنقد. واقترح المتحدّث، من جهة أُخرى، أن يُبادر "المركز الليبي للثقافات المحلّية" إلى تنظيم مؤتمر عِلمي سنوي باسم الكاتب الراحل بالتزامُن مع الذكرى الأولى لرحيله.

أمّا الكاتب حسين المزداوي، فروى، في مداخلته، جانباً من ذكرياته مع الكاتب الراحل، مشيراً إلى كونه خطيباً بارعاً كان "أوّل من أخرج الخطابة من الجامع إلى الشارع"، كما تطرّق إلى تجربته في مصر التي غادر إليها لاستكمال دراسته؛ حيث تخرّج من "جامعة الأزهر" عام 1946، وعمل في عدد من مدراسها، وشارك في مظاهرات مواطنيها ضدّ الاحتلال الإنكليزي.

تضمّنت الندوة أيضاً عرضَ شريط يوثّق لملامح من تجربة مصطفى المصراتي، وعرض تسجيلٍ مرئيّ لمقابلة أجراها مع أم كلثوم عام 1969، وهو شريطٌ يُضيء على تجربة الكاتب الراحل في مجال الصحافة الذي خصّص له كتاباً بعنوان "صحافة ليبيا في نصف قرن" صدر عام 1960.

المساهمون