في أعماله، يجمع التشكيلي المغربي، عبد الكبير ربيع (1944)، بين الحروفيات والرموز التراثية المغربية التي يستحضرها في مساحات مركَّبة من الألوان والظلال، مع حضور للبُعد الصوفي، وضمن نزعتين: تشخيصية وتجريدية، طبعتا تجربته التي تمتدُّ على مدار سبعة عقود.
هذه التجربة تستعيدها ندوةٌ تكريمية يحتضنها، غداً الأحد، "مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية" في مدينة أصيلة بالمغرب، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من موسمها الثقافي الذي انطلق في الثالث من تمّوز/ يوليو الجاري، ويستمرّ حتّى الخامس والعشرين منه.
تهدف الندوة، التي تُقام تحت عنوان "عبد الكبير ربيع: سفَر في المشغل"، إلى "توجيه تحيّة لمُنجَز هذا الفنّان الرائد، وتسليط الضوء مُجدَّداً على اجتهاده التصويري، ودعوة المشهد الفنّي إلى استقراء التجربة في خصوبتها وحصيلتها الفذّة"، بحسب المنظّمين.
ويتحدّث في الندوة كلٌّ من الأكاديمي محمد نور الدين أفاية، والكاتب والتشكيلي نبيل بايحي، والمعماري عمر بنموسى، والتشكيلي والأكاديمي عز الدين الهاشمي الإدريسي، والتشكيلي والأكاديمي يوسف وهبون، والتشكيلي والناقد الفنّي محمّد الراشدي.
وكتب منسِّق الندوة، الناقد شرف الدين ماجدولين، في ورقة تقديمية لها، إنّ عبد الكبير ربيع يمثّل "ركناً أساسياً في مغامرة التجريب الذي خاضه روّاد الحداثة التشكيلية المغربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي"، مُضيفاً أنّ الفنّان الوافد من حقل التدريس في ستينيات القرن الماضي ينتمي إلى "الرعيل المؤسِّس للتجربة الرمزية المغربية" التي خاضت "في إعادة وعي التراث البصري وتقليب احتمالات تقاطعه مع الكشوفات الفنية المعاصرة، لأجل صوغ مدوّنة تشكيلية لها أصالتها وبلاغتها وقواعدها النافذة".