تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "علاقتي مع الأجيال السابقة تمنحني خزيناً معرفياً لأتقدّم نحو روح الحداثة الشعرية"، يقول الشاعر العراقي.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- أفهمها على أنها خروج عن عولمة النصوص السائدة، وكسر نمطيّة النص اليومي، ونص الدهشة، والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك. برأيي، يجب أن نفهم الحداثة الحقيقية للكتابة، ونفرّق بينها وبين الحداثة المعطوبة، لأن هذا ما سيجعلنا بحالة تجديد واعية. أنا مع الكتابة التي تسعى إلى الحداثة والمغايرة والتجديد المستمرّ بكل أشكاله.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
- أنا جزء من الجيل الذي يفكّرُ في الثقافة والكتابة الحديثة، من جيلٍ يقترب من العالم الحقيقي للكتابة، ويفهم ضميرها المهني، كلنا نعرف بأن العالم العربي لم يعد يثقُ بوجود مثقّفين عرب، لهذا أنا من الجيل الذي يعتقد بضرورة التأمل وإعادة النظر في الكثير من الأشياء السائدة في الثقافة العربية، حتى يعود المثقف العربي صاحب فعل مؤثر في المشهد الثقافي.
■ كيف علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- علاقتي مع الأجيال السابقة تمنحني خزيناً معرفياً لأتقدّم نحو روح الحداثة الشعرية. أُؤمن بأن لا حداثة من دون ربط الحاضر بالماضي.
أنا جزء من جيل يفكّر في الثقافة ويقترب من العالم الحقيقي للكتابة
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- كما هو سائد عن ثقافتنا العربية: ثقافة ثابتة - ثقافة سلطة. لهذا علاقتي لا تتجاوز العلاقات الخالصة للأدب على وجه التحديد، مُعرِضاً عن الزيف الذي أعرفه جيداً وعن السلطويين الذين يتسيّدون المشهد.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- مجموعتي الشعرية الأولى التي كان عنوانها "الأصابع تصنع نافذةً وتطير" صدرت قبل شهر بالتعاون مع "نادي الأدب الحديث" في النجف بالعراق، وهي حصيلة أولى للكتابة التي بدأتُ مشواري معها قبل ما يقارب سبع سنوات. وقبل الكتابة أنا قارئ جيّد ورحلتي مع الكتب تمتدّ لأكثر من عشر سنوات. صدر كتابي هذا وأنا بعمر الرابعة والعشرين، اعتقادي بأن ما كتبته وما استندت إليه من أسس ثقافية ومعرفية هو ما جعلني أصدر هذه المجموعة البكر.
■ أين تنشر؟
- أنشر في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونية بصورة عامة، وعلى منصّة "نادي الأدب الحديث" بصورة خاصة. أحاول بالشعر والنشر أن أصل إلى أكبر عدد من القرّاء وتكوين علاقات جيّدة على المستوى الأدبي، لأن الشعر يستحق أن يُقرأ، وبعد ذلك فإن القارئ هو الحكم الذي سيقرر ما إذا كان سيخلد النص أو يموت.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- كلنا يعرف بأن القراءة المتنوّعة تمنحنا المرونة في التفكير العلمي والفلسفي والأدبي والعوالم الأخرى كافة. قراءاتي ممنهجة، ومخطّط لها، فلا أبدأ بالقراءة في جانبٍ معينٍ أو لكاتبٍ ما إلا وأنهيت مجمل أعماله. بذات الطريقة أنتقل للكتب والكتّاب الذين يصادفونني أو الذين قرّرت أن أقرأ لهم مسبقاً.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- قرأت القليل من الأعمال الأجنبية بلغتها الأم أو بلغة أجنبية أخرى، مثل "الشيخ والبحر" لإرنست همنغواي، و"المسخ" لفرانز كافكا، ومسرحية "نهاية اللعبة" لصموئيل بيكيت.
■ كيف تنظر إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكِ؟
- الترجمة مشروع مهمّ جدّاً، ويجب أن تخضع لأمانة أدبية كبيرة، ولا بدّ من الحِرفية والمِهنية لأنها تشكّل عملية مهمة لتبادل الثقافات بين الأمم، وأتمنى أن أرى أعمالي تترجم إلى لغاتٍ أجنبية ويصل ما أكتبه إلى العالم.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أعمل الآن على مشروعٍ شعريٍّ يتكوَّن من قصيدةٍ واحدة، لنقلْ سيرة شعرية للإمام الحلّاج، ولي خططٌ أخرى سأعمل على إنجازها تباعاً.
بطاقة
شاعر عراقي من مواليد النجف عام 1996. درس هندسة الاتصالات ويعمل في مجالها. صدرت في آب/ أغسطس الماضي مجموعته الشعرية الأولى "الأصابع تصنع نافذة وتطير" عن "نادي الأدب الحديث" في النجف بالعراق.