صلاح الجبالي.. سيرة الأرض على الخشبة

يستعد المخرج المغربي صلاح الجبالي لتقديم العرض الأول من مسرحيته الجديدة "المركبة"، التي تنتجها فرقة " فرقة "مسرح نجبال" عند السابعة من مساء السبت، الرابع والعشرين من الشهر الجاري، على خشبة "مسرح ابن مسيك" في مدينة الدار البيضاء.

يتصوّر العمل نهاية وشيكة لكوكب الأرض بسبب الأزمات البيئية الكبرى التي تواجه سكّانه وفي مقدّمتها التلوث وندرة المياه وتغيّر المناخ وغيرها من الكوارث الطبيعية، ليكون الحل الوحيد هو الهروب من هذا المكان نحو فضاءات أخرى.

يقدّم الجبالي في المسرحية التي كتب نصها سعد الله عبد المجيد، المشاكل البيئية في سياق تاريخي اجتماعي متراكم يمثّلّه بطلا العمل؛ عيش وعيشة، اللذان يمتلكان رغبة وإرادة في بناء عالم جديد شريطة القطْع مع عصور قديمة كانت المرأة ضحيتها الأولى.

الزوجان المغربي يهربان من ججيم الأرض لتحط مركبتهما فوق كوكب آخر، حيث تتوزع مشاعر الخوف والفرح، بعد أن تركا واقعاً مأساوياً تمّ فيه تشويه الطبيعة من خلال رمي النفايات الصلبة في البحار وتكاثر الأوبئة التي تسبّب بها الإنسان وتفشي الجفاف وصولاً إلى الإعلان عن احتضار الأرض.

يشارك في المسرحية كلّ من الممثلين هشام شوكي، وزينب القادري، ولوزيني محمد، وأُسند تنفيذ الديكور والأكسسوار إلى محمد دايمي، وتصميم الملابس وإعدادها إلى مليكة خمليشي، وبثّ الفيديو والإنارة والصوت إلى هشام عازم، وإدارة الخشبة إلى محسن قي، بينما يصمّم السينوغرافيا صلاح الجبالي، ولوزيني محمد.

وتتوالى أحداث المسرحية وفصولها بظهور شبح، حيث تُستحضر قصة بداية الخلق لكن بصيغة أخرى تناسب اللحظة الراهنة، إذ يحاول الشبح إغواء الزوجين من أجل ارتكاب الأخطاء ذاتها التي قام بها على الكرة الأرضية، وبأسلوب يمزج الدراما بالكوميديا تُطرح الأسئلة الكبرى حول وجود الإنسان ومستقبله.

يتواجه الأبطال الثلاثة في حوار مفتوح يتكاشفون خلاله حول العديد من القضايا بعد نجاة مركبة فضائية وحيدة تحطّ في فضاء جديد يبتعد عن الأرض حوالي ثلاثمئة سنة، وهنا يعبّر الرجل عن رغبته في العودة إلى الأرض لاستكمال رسالته البشرية، أمام رفض المرأة التي تريد بداية مختلفة في واقعها الجديد، ويستغل الشبح الاختلاف في سبيل تأجيج الصراع بينهما، وفي الأثناء يقدّم كل طرف مرافعته التاريخية حول ما حدث وما يحلم به.

آداب وفنون

التحديثات الحية

أحمد جواد.. عودة إلى تراث العشق العربي