حالةٌ من الإلغاء والمنع تُهيمن على الأنشطة الثقافية والفنّية المُناصِرة لفلسطين في البلدان الغربية عامّة، والتي تُقام في ألمانيا بشكلٍ خاصّ. هذا الوضع ليس وليد الراهن، ولم يكشف عن نفسه فقط بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بل مُتأسِّس قبل ذلك بكثير في مواقف المثقّفين والمؤسّسات والأكاديميات الألمانية، وتبنّيها القديم للسردية الصهيونية.
"محو فلسطين في العالَم الناطق بالألمانية"، عنوان الندوة التي تُنظِّمها عبر الإنترنت "مكتبة لايت هاوس" في العاصمة الإسكُتلاندية إدنبرة، عند الخامسة من مساء الخميس، الثاني والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، ويُشارك فيها أربعة باحثين: آنا يونس وحنا الطاهر وسارة البلبيسي وعمران فيروز، ويُديرها الباحثان في "جامعة سانت أندروز": بانيز موسوي نطنزي وراؤول راو.
تنطلق الجلسة من سؤال مركزي: "لماذا يصعب الحديث عن فلسطين في ألمانيا، وفي العالَم الناطق باللغة الألمانية؟"، حيث يستكشف المتدخّلون المنطق الاستبدادي للثقافة الألمانية العامّة، التي تمحو فلسطين من الحيّز العام، وتمنع الاعتراف بـ الإبادة الجماعية المستمرّة في غزّة وإدانتها. وذلك من خلال التفكير في ما يتعرّض له العاملون في حقول الفنون والثقافة والإعلام والأكاديميا في ألمانيا والنمسا، والمؤسّسات الناطقة بالألمانية في سويسرا.
ويتناول المشاركون أيضاً التصوّرات النمطية حول الاستبداد والإسلام والثقافة، والديمقراطيات الليبرالية وغير الليبرالية، ومظاهر العنف الذي يُمارسه جهاز الشرطة ضدّ الأصوات الفلسطينية والمتظاهرين الداعمين للقضية.
في المقابل، تُضيء الحوارية مساحات التقاطُع والعمل السياسي الجديدة التي بدأت بالظهور في الداخل الأوروبي، ويُمكن من خلالها رصْدُ التعبيرات التضامنية مع فلسطين، وهي في أغلبيتها تجمُّعات شبابية ذات توجُّهات يسارية وتحرُّرية.