ساعة الزمن الأقل سوءاً

16 ديسمبر 2020
رأفت أسعد/ فلسطين
+ الخط -

يتنوّع الشعراء ويختلف بعضهم عن البعض الآخر. ثمة منهم الليليون، لكن أغلبهم نهاريون.

بمعنى يمارسون حواسّهم الخمس من الصباح للمساء.

وثمة شعراء يكون موقعهم بين البينين. فمرة يكونون نهاريين، وأخرى، ليليين، حسب الظرف ومتطلبات الرزق أو مقتضى الحال.

لكنني، لا يمكن أن أتخيل شاعراً، لم يجئ عليه حينٌ من الدهر، ولم يكُ ليلياً.

لمَ؟ لأن الليل للشعراء فضاء وكساء وملكوت. ولأن الليل للشعراء، وجاءٌ وفاتحُ دروب، ومبتكر هواجس وأفكار.

لأنّ الليل للشعراء هو وقت صفاء العالم، وساعة الزمن الأقل سوءاً ورثاثة، إلخ.

لأنه مهدٌ لهم ولحد.

ولأني أومن أن شاعراً بلا ليل هو شاعر بلا نهار. تماماً مثل المدن التي تستحق أن تسمى مدناً: فكل مدينة بلا ليل هي مدينة بلا نهار.

ومع أن الشعراء مزاجهم ينحو نحو محبّة الريف وتفضيله على المدن، إلا أنهم يشبهون المدن، أكثر مما يشبهون الأرياف.
أجل:

شاعر بلا ليل هو شاعر بلا نهار. وهذا لا ينطبق فقط على فئة الشعراء، وإنما ينطبق كذلك على غير فئة أو شريحة من شرائح الخلق.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون