"ريحان غرناطة": جرائم الإبادة من الأندلس إلى فلسطين

02 فبراير 2024
من العرض
+ الخط -

تتناول مسرحية "ريحان غرناطة، مريمة" (2024)، التي قُدّم عرضُها الأوّل مساء أمس الخميس في "المسرح الوطني محيي الدين باشطارزي" بالجزائر العاصمة، سقوط غرناطة، وما تلاه من فظائع ارتُكبت بحقّ الأندلسيّين، مُسقطةً ذلك على حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة اليوم.

على مدار قرابة ستّين دقيقة، يستعيد العمل، الذي كتبته أروى خنيش وأخرجه ياسين كوار، جرائم الإبادة البشرية والثقافية ضدّ المسلمين بعد سقوط غرناطة في الأندلس؛ حيث عمد القشتاليون إلى تقتيل الأندلسيّين وتشريد من بقي منهم حيّاً، قبل أن يعملوا على طمس كلّ ما يرمز إلى ثقافتهم وهويتهم وجذورهم.

وهذه الأحداث التاريخية يسردها العرض في قالب تراجيدي، من خلال قصّة عائلة غرناطية تتألّف من ثلاث بنات يقتل القشتاليون والدهنّ، ثمّ يُحقّقون معهنّ، في محاولةٍ لمحو أيّة صلة لهنّ بثقافتهنّ وهويتهنّ واقتلاعهنّ من جذورهن.

لا يتطرّق النصّ، على ما يبدو، إلى ما تعيشه غزّة من عدوان مستمرّ منذ أربعة أشهر. غير أنّ القائمين على العرض أنهوه بمشهد إضافي، يَظهر فيه جميع الممثّلين على خشبة المسرح وهُم يرتدون الكوفية الفلسطينية، في إشارة إلى أنّ الاحتلال الصهيوني يستعيد الممارسات الإجرامية نفسها التي ارتكبها القشتاليون ضدّ مسلمي الأندلس قبل أكثر من خمسة قرون.

وفي هذا السياق، قالت مؤلّفة النص أروى خنّيش إنّ العرض الأخير "يروي ما حدث للموريسكيّين بعد سقوط غرناطة وصراعهم في سبيل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم"، مضيفةً أنّ "ما حدث لهم هو نفسُه ما يحدث للفلسطينيين اليوم من إبادة وتهجير".

يُذكَر أن العرض من إنتاج "جمعية صونيا للفنون والثقافة"، بمساهمة من "المسرح الوطني الجزائري"، وشارك في تجسيد شخصياته كلٌّ من وئام ريم لطيسة في دور "مريمة"، وندى عيساني في دور "مهجة"، وإنصاف قاضي في دور "ثريا"، إضافةً إلى محمّد ربّاني وعماد الدين سايح.

المساهمون