رملٌ فرحان ورملٌ سكران

رملٌ فرحان ورملٌ سكران

24 يونيو 2023
من لوحات عمر جهان، 2015
+ الخط -

 تنويعات على لوحات عمر جهان1


يرى الكون من ثقب.
يرى الكون من فوق أُرجوحة.
يسألُ: كيف ترتجف اليد، كيف تصرخ الكائنات؟

■ ■ ■

يضمّ قبضتيه على خلاء موحش.
من إبهامه يتدلّى اسم جريح.
يمدّ في أحلامه نهراً على ساق طائر القصبي.
يسألُ: أهكذا تشهق الكائنات؟

■ ■ ■

يتمهّلُ قليلاً:
قبل أن يُخفي السحابة في ثنية الكثيب
قبل أن يصل البريد إلى أصحابه
قبل أن يعرج في مشيته الكلام.

■ ■ ■

صارت الحمامة تضع بيضها في قبعته.
"القبّعة غابتي" يقول ضاحكاً.

■ ■ ■

أما آن أن تنفض الغمام من على أكفانك يا رجل؟!

■ ■ ■

سماءٌ زرقاء في عنق كلّ طائرٍ.
رملّ كثير ينهال من شقوق الروح.
رملٌ فرحان ورملٌ سكران.

■ ■ ■

سعفٌ بخطوط صفراء على الطاولة.
سعفٌ يفيض على جانبيه زبدُ البحر.

■ ■ ■

على أيّ ضفّة تفتح هذه النوافذ الولهى؟
على شجرة تين أم على تيهٍ عظيم؟!

■ ■ ■

لا تبتئس، السمكُ أيضا له روح أنثى!

■ ■ ■

كلبك وحده يشمّ رائحة الفجيعة.  
لكنه لا يخبرك ولا يغادر عتبة الباب.

■ ■ ■

إلى الحفل، جاءت السمكة، 
جاءت السلحفاة،
جاءت الراقصة،
وجاءت زفرة الرجل المسجّى على تابوت من طين.

■ ■ ■

ها قد بدأ المهرجان الغريب.
تقدّم واقطف تفاحتين من صدرها.

■ ■ ■

أنت وضعت الحلقة في فم التنين.
وضعت الحيرة في عينيّ الميّت.
وضعت النار في أوّل الدرب وفي أعلى الجبل.

■ ■ ■

قلتَ لي ونحن نمشي متمهلين:
لو أعطيتكَ سكيني ماذا تفعل به؟

■ ■ ■

الصخر ليس في الأرض فقط،
انظرْ إلى أعلى! هناك بيت الحجر.

■ ■ ■

أزحْ قليلاً صخرة الروح،
العين مليئة بالدموع!

■ ■ ■

كأنك تراني وأنا أمسّدُ بالزيت سرّتها!

■ ■ ■

البهو يفضي إلى بهو يفضي إلى بهو يفضي إلى ...

■ ■ ■

أجلس على المائدة، على يميني يجلس الكون.

■ ■ ■

ما تبتغي يا رجلُ؟!
أبتغي سراجاً لا ينطفئ فتيله.

■ ■ ■

صهٍ يا ليلُ!

■ ■ ■

مَن دلق النبيذ المعتّق على شعرة الميزان؟!

■ ■ ■

حسبكَ أنّك أيقظتَ الثعبان النائم على كفّ العرّافة.

■ ■ ■

كيف لهذا الصمت الملعون، لا يمسح لطخات الشعر؟!

■ ■ ■

الحقل الفارغ تلجأ إليه الفزّاعات الحزينة.

■ ■ ■

من زوّادة الطريق، ملعقة ودلّاع ناضج.

■ ■ ■

وأنت تقلّب العجين على الطاولة، 
تعبرُ قدماك حقل الفول وحقل البازلّاء.

■ ■ ■

ألم يتعب القلب من ثقل كلّ هذه الأحمال؟!

■ ■ ■

الرأس كلّه جناح طائرٍ.
اليدُ بعضها سرير شهوة،
وبعضها مقصلة.

■ ■ ■

ألم تقل إن الجبل يتكئ على حرف؟!

■ ■ ■

أيّ بهاء!
شجرة توت أسود على طابية المقبرة.

■ ■ ■

كيف يتخفّف الثور من حزنه؟!
 

* شاعر ومترجم من ليبيا


1 عمر جهان فنان تشكيلي ليبي من مواليد عام 1950 بمدينة مصراتة؛ اختار المنفى في القاهرة والذي استمرّ من 1976 إلى 2012.

نصوص
التحديثات الحية
 

المساهمون