أتنفّس وأنتبه لهذا الاكتشاف الغابر، حيث يمكن التحدّث دوماً عن التعايش بين النبات والحيوان والبشر، في تناغم تام.
تتغذّى مجموعة نباتات الأرض على ثاني أكسيد الكربون الذي تزفره الحيوانات، ونحن الحيوانات الناطقة نتنفّس، بفضل تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين، نتيجة الجهد النباتي.
هذا التفسير الطبيعي، الذي عرفه أوّل فلّاح في الكوكب، يتحدّى النموذج النيوليبرالي والتنافسي والفرداني، الذي يُدافَع عنه في ثقافة الغرب، والذي يحتوي على تعبيرات مروّعة بقدر ما هي غير طبيعية: سياسات مناهضة للهجرة، والإنفاق على الأسلحة لمحاربة البشر الآخرين وإفساد الزراعة.
نماذج الصناعة التي، أيضاً، بالمبيدات، تشنّ حرباً على العديد من الكائنات الحيّة. كلُّ هذا يتعارض مع التبادلية التي نتحدّث عنها، ويتسبّب بالفعل في جلوس العديد من البشر وغير البشر على الأرض، في رقصة مروّعة سيجبرنا كهّانُ الغرب بقيادة قطب الشرّ أميركا على المشاركة فيها عاجلاً وليس آجلاً.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسّسات العامّة لمحاولة تغيير الاتجاه، وقد صارت الشركات الكبرى، العابرة للقارّات، مثل الصواريخ النووية، فوق سيادة الدول؟
أتنفّس، وينخزني ضميري منذ مفتتح الوعي (في البداية بشكل جنيني، أي ببطء، والآن بسرعة أكبر): علام هذه القوّة المطلقة لنخبة رجال الأعمال بوصفهم أبطال المستقبل؟
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا