رحيل موسى الأزرعي.. تاريخ الأردن في خماسية روائية

28 مارس 2021
(موسى الأزرعي، 1946 - 2021)
+ الخط -

رحل أمس السبت الكاتب والروائي الأردني موسى الأزرعي (1946 – 2021) تاركاً وراءه واحداً من أبرز الأعمال الروائية الأردنية، بعنوان "ذيب الصالح"، بأجزائه الخمسة التي وثّق خلالها تطوّر الحياة في الأردن خلال القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر.

وُلد الراحل في بلدة الحصن بالقرب من مدينة إربد (80 كلم شمال العاصمة عمّان)، ونال درجة دكتوراه في علم الاجتماع السياسي من الجامعة التونسية سنة 1991، وقد عمل لعقود طويلة في الإذاعة الأردنية ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وفي وزارة الإعلام، حتى تقاعده، كما تولّى رئاسة التحرير صحيفة "الحرية" المتخصّصة بحقوق الإنسان منذ تأسيسها في عمّان سنة 2001 وحتى توقّفها سنة 2009.

تعدّدت اهتمامات الأزرعي بين الشعر الشعبي، الذي أصدر فيه ديواناً بعنوان "أيان الوِرد"، وبين المسرح، في عملين هما "منفلّ من تحت الدلف، تا نقعد تحت المزراب" و"ليلة قمرية في باب بيت نبطي"، إلى جانب كتابته نحو عشرين مسلسلاً إذاعياً، وما يزيد عن خمسين أغنيةً تلفزيونية للأطفال عبر برنامج "قوس قزح"، ومسلسلاً تلفزيونياً بعنوان "أجيال". وفي مجال الدراسات، صدر له "بين القصيدة النبطية والفصيحة بنيوياً"، و"الجات في وسائل الاعلام".

تعدّدت اهتمامات الراحل بين الشعر الشعبي والمسرح والرواية وكتابة المسلسلات الإذاعية

تعدّ روايته "ذيب الصالح" أهم مشاريعه في الكتابة، وقد بدأ العمل عليها منذ عام 1984، قبل أن تكتمل بأقسامها الخمسة العام الماضي. مثّلت الرواية بحثاً عميقاً في تاريخ الأردن على مستوى العديد من المجالات التي اشتبكت فيها ذاكرة الأزرعي الشخصية مع المتخيّل، عاكساً من خلالها الصراع الاجتماعي والتحوّلات الكبرى التي عاشتها البلاد.

ينتهي القسم الأول من الرواية مع فرض الأحكام العرفية في الأردن نهاية خمسينيات القرن الماضي، فيما واصل المؤلّف، في القسم الثاني، سرد الأحداث التي قادت إلى هزيمة حزيران/ يوينو عام 1967 وتداعياتها على المجتمع والسياسة، مروراً بالصدام المسلّح بين الجيش الأردني والمنظمّات الفدائية في أيلول/ سبتمبر سنة 1970. ويقدّم القسم الثالث وصفاً للواقع الأردني بعد انهيار النظام العالمي الاشتراكي وانتهاء الحرب الباردة وتغيّر العديد من القيم الاجتماعية والأحوال الاقتصادية جرّاء ذلك.

ويتوقّف الأزرعي في القسم الرابع عند أجواء الانفراج الديمقراطي في الأردن، معيداً شحن ذاكرة القارئ بالمناخات الحزبية وما أصابها من تغيّرات بعد السماح لها بالعمل بشكل شرعي وقانوني أعقب عقوداً ثلاثة من المنع. أمّا في القسم الخامس من الرواية، فتبرز الأجواء ذاتها لكنْ من خلال شخصيات نسائية أهمّها شخصية امرأة مناضلة بالفطرة، غير مؤدلجة، ولا ناشطة في حزب سياسي.

المساهمون